عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإهتمام "ببسطاء" المصريين !!

الإهتمام "ببسطاء" المصريين !!

بقلم : د. حماد عبدالله

المصريون هم جميعاً شعب مصر والمصريون جميعاً بسطاء ، الغنى منهم والفقير المتعلم منهم والأمى المثقف منهم والجاهل !



تميزنا كمصريين عن شعوب أمتنا العربية (إن جاز المقارنة) بأننا عبر عصور طويلة قرأنا فى التاريخ وفى ثنايا الأحداث بأننا شعب تميز بالبساطة ، نحن شعب من البسطاء وسوف إستبعد عن معنى البساطة صفة "الغلب" أى أننا لسنا (غلابة ومساكين) !

ولكننا بسطاء بكل ما تحمله الكلمة من معانى طيبة !

والبسطاء المصريون ينقسمون إلى فئات إجتماعية تميزت عبر عصور الزمن بالحقبات السياسية والإقتصادية وأثارهما على مستوى المعيشة لتلك الفئات و على نسبة حظ كل فئة فى حقبتها الزمنية من رغد أو من ضيق (ضنك)!

ومن الطبيعى أن تختلف نسبة معاناة كل فئة من فئات شعب مصر حسب ما تمتلكه من مال أو قوة (سلطة) أو من ثقافة أو من أصل عائلى أو من أرث !!

ولعل أيضاً التغييرات والتوجهات السياسية ، وبالتالى الإقتصادية فى المحروسة لها أيضاً أثر بالغ على بساطة طوائف المجتمع المصرى !

وإذا لم يستغرقنا التاريخ لنذهب بعيداً فلنمكث فى المائة عام الأخيرة .

نجد أن بسطاء الأمة ممن  يعانوا أكثر كانوا هم الأغلبية الأعم فى مجتمع النصف فى المائة فى أوائل القرن الماضى !!

ثم وبقيام الثورة  كانت فئة بسطاء الأمة هم محور إهتمام الحكم ومحور إهتمام المجتمع وهم الذين قادوا الحركة الإقتصادية الموجهة وأصبحت الإشتراكية هى "نبراس" ومنبروميثاق بسطاء مصر !

إلى أن تغير التوجه وأصبح الإنفتاح "والإقتصاد الحر وأليات السوق" وسياسة السلام وإستراتيجيات العولمة هى الحاكمة ، لكى ينقلب مرة أخرى الميزان بين طوائف الأمة من بسطاء المصريين إلى بسطاء تنسحب من تحت أرجلهم السجادة وظهور بسطاء أخرون لكى يمن عليهم الزمن بالمال والسلطة والقوة والوجاهة الإجتماعية !

وهنا يجب أن نراعى ذلك ونحن بصدد بناء الدولة الحديثة بعد ثورة 30 يونيو وأن تهتم الدولة (القيادة السياسية) بالطبقة الوسطى وإحتياجاتها ليس فقط (الإحتياج العادى) ولكن أيضاً الإحتياج للوجود على سطح الأحداث الجارية يومياً فى مصر وحتى لا تسحب بقية السجادة من بسطاء المصريين نجوم النصف الأخير من القرن الماضى لكى يتولى بسطا جدد من المصريون دفة الأمور !!

وجب على القيادة السياسية أن تضع فى حساباتها ألا يعانى البسطاء الجدد من المصريين ما عانوه فى مجتمع بسطاء مصر "النصف فى المائة" قبل الثورة.

 حينما كانوا بسطاء مصر بعد الثورة فى أياديهم الثورة ، والإشتراكية ،والميثاق !!

وكانت هذه الحقبة من الزمن هى التى أضائت أركان المحروسة بالوطنية المصرية ، وإزدهار الثقافة ، وإندفاع الوطن بخطط خمسية حتى كانت الأيام السوداء فى 5 يونيو 1967 لكى تنطفىء شمعة بسطاء المصريين ، وتندفع فى حرب الإستنزاف بجسارة حتى عبرنا فى 1973 ، تحيا مصر حرة مستقلة.

 

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز