عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
قطر .. على رقعة الشطرنج

قطر .. على رقعة الشطرنج

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

دعونا لا نكن أصحاب ردود الأفعال المعروفة والمخططة والمرسومة لنا دوما في تفاعلاتنا النفسية والإعلامية بل والسياسية مع الأحداث ، ولا من الزمارين المطبلين لكل زفة سياسية على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية ، ولنكن أمناء في تناول الموضوعات دون دفن الرؤوس في الرمال سواء جهلا بالحقائق أو لخدمة من يدفع أكثر أو خوفا شرور أهل الشر ، ولنكن على الأقل في شهر رمضان صادقين في قول ما نعتقده وبأمانة دون تزييف أو تزوير للمعان أو الكلمات .



ولا شك أنني وكثير غيري .. لا يعجبنا أساليب الحذر والتوجهات المتحسبة عند الحديث عن المسألة القطرية ، وكذا رافضين تماما محاولات ادعاء العته الفكري والسياسي وتلبيس الإمارة القطرية كل أثواب الخطيئة وتحميلها المسئولية كاملة ، وكأنها هي المخططة والمحركة والفاعلة والمنفذة لكل هذه التآمرات والمؤامرات والإرهاب بكل صوره وتداعياته المتشعبة والمتفشية إقليميا ثم دوليا ، بما فيها ثورات الربيع العربي ومسلسلات تدمير الجيوش العربية وتقسيم الدول العربية لدويلات وكيانات ضعيفة ومتناحرة ، وذلك لسبب بديهي وبسيط وهو أن الإمارة القطرية ومنذ نشأتها وهي بيدق شرير على رقعة شطرنج ، فهي إسرائيل مصغرة تم صناعتها وزراعتها بعناية ماسونية دقيقة وماهرة لتكون مسمارا وشوكة غصة في حلق العرب ، وسهما مسموما في الظهر العربي ، وطرف القوس الشرقي المحاصر لعرب آسيا مع إسرائيل ، ليحكم الحصار على الدول الخليجية ويؤرق استقرارها ويهدد أمنها لتستمر مسلسلات السيطرة الماسونية (البريطانية - الأمريكية - الإسرائيلية) على بترول وثروات ومقدرات شعوب الخليج الثري ، والذي يرى الغرب أنه لا يستحق هذه الثروات ، وهو ما عبر عنه ترامب بمنتهى الوضوح والبجاحة السياسية في أكثر من مناسبة ولقاء سواء على المستوى العام أو الخاص .

ولا تعجبني نغمة الغيرة والحقد التميمي القطري على مصر كدولة محورية ومحاولات أسرته الحاكمة منذ عقود زعزعة الريادة المصرية العربية والإقليمية ، فالحقائق أبعد من هذا بكثير ، بل إن هذه الفكرة قد لا تكون أكثر من زبد ونتائج ثانوية لحراك يختفي تحت السطح خلال تنفيذ الأهداف المرحلية لمخطط تدمير الدول القوية حول إسرائيل وتفتيتها لكيانات متناحرة ومتصارعة وموجهة بعناية للمصالح الماسونية العليا ، والتي تنفذ أجندتها الاستراتيجية بدقة وعناية أجهزة المخابرات (الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية) كرواد في ساحة القمار الشرق أوسطية التي أصبحوا يديرونها بل ويمتلكون الكثير منها ، ويخدمهم مجموعة من سلطات الحكم الموالية بالتبادل والتعاون والتنسيق بداية من قطر وإيران وتركيا ولا مانع من استغلال باقي الدول الخليجية وغير الخليجية في تحقيق أهداف مرحلية ، خاصة وأن معظم قادتها خاضعين للسيطرة والهيمنة الماسونية تماما منذ زمن بعيد ، ولا يملكون الفكاك أو حرية القرار حتى داخل بلادهم التي باعوا مصالحها ومستقبلها بلا ثمن .

ولا مانع لدى الماسونية أن تضحي بأي عميل عربي وتفضحه وتجعله عبرة لكل من يفشل أو تسول له نفسه أن يتجاوز بأحلامه وأطماعه حدود ما هو مخطط ومرسوم له في إطار مخطط الهيمنة والتدمير الماسوني ، فالقذافي عندما أفاق من السيطرة الماسونية وحاول أن يقاوم أو يعادي كان لابد من تدميره وجعله عبرة وهو من كان يوما صاحب مهمة شق الصف العربي الأبرز بجوار قطر ، وكذلك سقط صدام عندما ظن أنه يستطيع أن يلعب لصالحه وتلاه الرئيس التونسي ومن قبله السوداني واليمني وفي مصر تناسوا وأسقطوا من حساباتهم عميلهم المخلص مرسي العياط وجماعته الإخوانية ومن قبلهم مبارك ، فالكل أوراق روليت أو قطع شطرنج مستهلكة ومستبدلة عندما تنتهي صلاحيتها ، ولا يعدو تميم أكثر قيمة أو أهمية من أي من كل ممن تم التضحية بهم سواء دفعوا حياتهم ثمنا ، أم ماتوا وهم أحياء مثل والد تميم (حمد آل ثان) القطري ، أو البرادعي المصري الذي تحول لورقة تواليت منتهية الصلاحية .

فلكل يوم له حساباته الخاصة ، فأخويات الماسونية التي يمكن التضحية بها بعد أن حققت أقصى ما يمكن تحقيقه من فوائد يأتي على رأسها أخوية المسلمين (إخوان المسلمين) ، أو على الأقل التضحية برموزها المحروقة في الشرق والذين اتخذوا من الدوحة مركزا ودرعا ومصدر قوة وتواجد دائم ومؤثر بقوة في الوجود والمستقبل العربي ، ولابد من تبادل وتوزيع الأدوار بين المتحالفين والمسخرين ، فلن تجد موقفا عربيا موحدا وصارما ، ولكنها تداعيات الخضوع والخنوع المتخفي تحت ستائر التعقل ولم الشمل ورأب الصدع والتوافقات وتقريب وجهات النظر وحرية القرار ، والذي نرى مثله الأعلى صارخا في رد الفعل الأمريكي البارد والمتغابي أو المتجاهل تماما على السطح والشديد التوتر والحذر في حقيقته ، فأمريكا اليوم كما يقول تاريخها ونبوءاتها ترقص على المحك وغير قابلة بعد أوباما لتكرار الفشل والافتضاح ، ولا يظنن عاقل أن الماسونية قد خسرت بفوز ترامب بالرئاسة الأمريكية ، فوصول ترامب جاء تنفيذا لمخطط المناورة الماسونية باحتراف ، لتسريع تنفيذ المخطط الشرق أوسطي الذي تم إعاقته وتوقف بسبب استيقاظ مارد الشرق والحصان الأسود الملقب بمصر ، ولا مانع من استثناء مصر حتى حين ومحاولة استغلالها لهدم ونسف كل الفشلة السابقين بداية من داعش وتميم وربما أردوغان ، مع احتراف إدارة اللعبة الخليجية لسرعة تقسيم السعودية حتى ولو بنقل القواعد الأمريكية إليها ، مع استغلال الهلع من التقسيم لتحقيق أكبر عوائد مادية علنية ومخفية من حكام هذا الخليج المهتريء (على حد قول ترامب) ، ولا مانع من تحمل بعض النتائج والأضرار الجانبية داخل أوروبا ثم لندن نفسها في إطار التخدير الخداعي لاستعادة إحكام السيطرة على اللعبة والمخطط الشرق أوسطي .

فاللعبة الماسونية رغم أنف المنكرين والمغيبين لم ولن تتغير استراتيجيتها وهو ما يعلمه جيدا خدام وأعضاء الأخوية الماسونية المقربين خاصة قيادات أخوية المسلمين في لندن ، فما يدور لا يعدو أكثر من مناورات ومخططات خداع تكتيكية أو استراتيجية تبعا للمراحل والأهداف تمارسها قوى الماسونية لتتغلب على قوى المقاومة التي تعرقل خطواتهم للسيطرة على العالم والانفراد بثرواته وموارده وربما الحياة أيضا على الأرض ، وهو ما يقيسون ردود أفعال البشر بإعلانه على استحياء من حين لآخر فيما يسمونه بمخطط المليار الذهبي والذي في سبيله يخططون لتصفية ستة مليارات من البشر ، بداية من تصفية بعضهم لبعض مثلما يحدث في منطقتنا العربية تحت مسميات الدين والخلافة واستعادة مجد الإسلام المهدر ، وانتهاء بحروب عالمية لو اضطرهم الأمر لتصفية كل من روسيا ومعها ما تيسر من الجنس الأصفر (صيني - كوري - ياباني) ، مع قبول التضحية بنصف أوروبا وأمريكا في سبيل بقاء قيادات الماسونية العالمية من اليهود ومن يخدمهم ويتحالف معهم ، فلا يتبقى من البشرية إلا المليار الذهبي فقط على الأرض لينعم بجميع مواردها ، متناسين أو ربما متجاهلين أنه قد يتم تدمير أكثر من 90% من موارد وثروات الأرض في حروب وصراعات ربما تكون أشد خطرا ورعبا من الحروب النووية .

نعم المخططات أشد رعبا وشراسة من كل شرور البشر ، وأكتر تآمرا وخداعا ومرارة من كل خيالات الشياطين ، ولكننا دوما نوقن أن الله غالب على أمره ، كما نؤمن أنه لن يحدث في كونه وعلى أرضه شيئا لم يكتبه بقضاءه وقدره ، وربما من الحكمة أن نجيد ما نسميه حسن التغافل ، ونتقن تمثيل أدوار المصدقين للمكر والخداع الماسوني {اليهودي - الأمريكي - البريطاني - الغربي} ، ولنلعب سويا على طاولة الروليت القطرية الخليجية حاليا ، وفي ساحة القمار الشرق أوسطية لسنوات قادمة ، والتي تبدو أنها سوف تكون شديدة التوتر والسخونة وحادة في متغيراتها الجيوتاريخية ، ولنرى من يفوز في النهاية أو من يضحي بالطاولة أو ربما يفجر نفسه في الساحة كاملة حتى لا يبدو أنه قد خسر كل ما خطط له وتآمر من أجله ، فالسياسة الدولية كما يقول (جورج أوريل) تم تصميمها لتجعل الكذب يبدو صادقاً والقتل محترما .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز