د. حماد عبدالله
نعم للإجراءات التى استردت بها أرض "مصر" !!
بقلم : د. حماد عبدالله
لا شك بأن "النيل" هو رئة مصر والمصريون وهو شريان الحياة ولعل ما قيل عن " مصر هبة النيل " هى حقيقة لا تحتاج " لفلسفة " عند شرحها .. فالنيل منذ قدم الزمان كان من المقدسات عند المصريون لذلك حرص الملوك الفراعنة على أن يسجلوا على ورق البردى وعلى " المسلات " وعلى مقابرهم ( الخالدة ) من الحسنات التى قاموا بها فى الرحلة الاولى لهم فى ( الحياة ) !
بأنهم حافظوا على النيل ولم يلوثوه وحفظوه من التعدى عليه ، بل أن الاسطورة الفرعونية تقول بأن " إيزيس " جمعت أشلاء " أزوريس " بعد أن " قطعة " أخوه الشرير " سيت " وألقى به فى النيل فجمعت "إيزيس" الجسد وطلبت من "الاله أمون" أن يعيد له الحياة ولبيت دعوتها وكان إبنهم " حورس " هو محرر مصر من عمه الشرير"سيت" وكانت " عروس النيل " أهداء له فى فيضانه على أراضى المحروسة ، كل هذه القصص والاساطير !! محفورة فى "الادب الشعبى المصرى" تُحِرَضْ المصريون على حماية النيل والحفاظ عليه .
لذا كانت الإجراءات الأخيرة التى إتخذتها مؤسسات الدولة جميعاً بداية من محافظيها وحتى "هيئة الرقابة الإدارية" والتى تولت إستعادة أراضى الدولة ، وخاصة التعديات على نهر النيل بقرار (غاضب)بحق من السيد رئيس الجمهورية حيث سيطر مجموعة منتفعين من رجال الاعمال بردم النيل فى وسط القاهرة وعلى أجنابه بطول البلاد.
وكان قرار حاكم ، حكيم ، سجل له فى التاريخ !!
ولكن مازال حيتان النيل على شواطئه ، وعلى جزره نتيجة أنخفاض النيل فى "زمن القحط" وتم الاستيلاء على طرح النيل وشيدت القصور والعمارات وتشيد المصانع على ضفافه وتقام البواخر الثابتة على شطئانه تلقى بمخلفاتها فى النيل دون رادع ودون قانون يحميه – ولعل ما جاء بالقانون الذى استحدثه المعتدون على النيل هو :-
-أردم النيل وأدفع غرامه 50 جنيها ( خمسون جنيها ) !!
-إرمى المخلفات فيه وإدفع غرامه 100 جنيها ( مائة جنيها ) فقط !!
هذا هو القانون الحالى المتعامل مع المعتدين على حرمة النيل ولا عزاء للمصريين !!
وللحيتان حرية التصرف دون وزاع ودون ضمير !! فالنيل وهو تحت المسؤولية السياسية لوزير الرى والموارد المائية وهذا يحتاج منه عناية أكثر ، ومحتاج تشريع حاد وواضح ومعاصر !!لكل الاساليب التقنية للفاسدين من أهل المحروسة !كما يجب أن يصدر قانون أو قرار أو فرمان بتغريم هؤلاء "الحيتان" بضعف ما كسبت مخالفاتهم لحق المصريون فى نيلهم !! وليس فقط هدم ما قاموا بزرعه من خرسانات مسلحة على شواطىء النيل.
النيل ، ياشعب مصر هو أمل مصر فى البقاء على وجه الارض والعيش بكرم وكرامة ، فبدون النيل وبدون المشروعات التى تحافظ عليه ، وبدون صيانته ، نفقد روح الامة ، وتفقد مصر الهبه الإلهية التى وهبها الله لها ولشعبها !!
جوجل نيوز
