بداية الطريق الصحيح

بقلم : ألفت سعد

كنت ولا زلت أتأنى قبل الحكم على الامور والأحداث المحيطة رغم النقد الكبير لعدة موضوعات فكنت أعيب على عجز الحكومة فى التعامل مع الأزمة الاقتصادية و سياسة الاجور و ما تلاها من سياسة تعويم الجنيه المصرى ليمثل القيمة الحقيقية امام الدولار ثم ارتفاع أسعار جميع السلع وأهمها الغذائية بشكل جنونى لكن اتضح لى بعد فترة قصيرة ان المستوردين و اصحاب المصانع اضطروا امام ارتفاع الدولار ان يتحولوا للإنتاج و التصنيع المحلى وبالفعل بدأنا نرى المنتجات المصرية تحل مكان المستورد الردئ و الجيد اما بالنسبة للاستهلاك فرغم معاناة فئات كثيرة من الأسعار لدرجة اقتصار الدخول على شراء الطعام إلا ان جميع الطبقات الميسورة و المتوسطة و ما فوقها بدأت فى ترشيد استهلاك الأطعمة و ترشيد الإنفاق على المشتريات حتى ان معظم سلات القمامة خلت من فوائض الغذاء و بدأت أقر أن الحكومة رغم معاناة الشعب تسير فى الطريق الصحيح .

وكنت أعيب ايضا على تراخ الدولة فى التعامل مع الفساد الذى عشش فى كل أركان الدولة و لكن بعد فترة بدأت الحملات القوية لكل الجهات الرقابية و التنفيذية لملاحقة الفاسدين مهما كانت قوتهم أو مناصبهم هذا بخلاف المواجهة الشرسة للتعدى على أراضى الدولة و استرداد آلاف الأفدنة و المساحات كان قد تم شرائها بغرض تسقيعها أو الاستيلاء عليها بشكل غير قانونى و بذلك بدأت الدولة فى استعادة قوتها .

وكنت أعيب و أتعجب من تحمل القيادة السياسية و المعنيين بالسياسة الخارجية ما تفعله قطر بمصر من تمويل و دفع الجماعات الارهابية لقتل المصريين و اهمهم رجال الجيش و الشرطة و الأقباط دون أخذ أى إجراءات عقابية أو قطع العلاقات أو تقديم شكاوى ضد حاكم قطر و من وراءه لمجلس الأمن أو هيئة العدل الدولية لكن اتضح ان لدينا سياسيين محنكين و رجال المخابرات المصرية يكشفون و يقدمون كافة المعلومات التى تثبت حجم المؤمرات التى تحيكها قطر لمصر و دول الخليج العربى كلها التى قامت بعد نفاذ صبرها باجراءات غير مسبوقة ضد قطر و حكامها و كانت مصر صاحبة الفضل فى كشف خيانة قطر للأمة العربية بأكملها وذلك بحنكة و دهاء الساسة و رجال الأمن المصريين .

الدولة بالفعل تسير فى الطريق الصحيح و لابد من مؤازرة الشعب لها فى أى قرارات إيجابية و الصبر حتى رؤية النتائج مع النقد البناء لكل أوجه القصور و الأخطاء التى استفحلت على مدار الثلاثين عاماً الماضية.