عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
البقاء للأقوى

البقاء للأقوى

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

قديمًا قالوا "البقاء للأقوى" ، والكثيرون رددوا أن هذه المقولة تصلح فقط في عالم الغابات وليس في عالم البشر ، وأنا لن أكرر ما يقوله الكثيرون أن عالم البشر تحول تدريجيًا إلى عالم غابات يفترس فيه القوي الضعيف ، ولكنني سأقول أن مصطلح "الأقوى" ليس مقصودًا به فقط القوة الجسمانية ، ولكنه يُطلق كذلك على القوة العقلية ، والعاطفية ، والنفسية .



فكل من يعرف أدواته ، ويثق في قدراته ، ويتحكم في أعصابه ، ويُحدد أهدافه ، قوي بلا منازع ، وهنا سيكون البقاء له ، ولكن للأسف ، نحن أخذنا هذا التعبير على ظاهره فقط ، ولم نحاول أن نتمعن في معنى القوة ، فنحن دائمًا نربط القوة بالعضلات ، ونتناسى أن القوة نوعية ، وتختلف من شخص لآخر ، ومن موضوع لآخر .

فهل نُنكر أن قوتنا في بعض اللحظات تتجسد في قمة ضعفنا ، فالقوة لا يمكن حصرها في حالة ، أو شكل ، أو مضمون معين ، فهي تتلون باختلاف المواقف ، ولكن ما علينا أن نتذكره دائمًا "أن البقاء بالفعل للأقوى" ، والقوي يرفض الاستسلام أو الرضوخ ، فهو دائمًا يضع نصب عينيه أن الحياة خُلِقَتْ له ولابد أن يثبت وجوده بها طالما أنه حي على أرضها ، لذا يُسخر كل أدواته لكي يحقق أهدافه ، ويثبت أنه الأحق بالبقاء .

وليتنا ندرك أهمية هذا البقاء ، فمن الممكن أن نحيا طيلة عمرنا رغم أننا ذهبنا إلى الفناء منذ إدراكنا للحياة ، فالبقاء هو وجودنا على أرض الحياة ، حتى لو ذهبت أرواحنا وأجسادنا إلى دار الفناء ، فالإنسان يبقى بتاريخه وأفعاله ، وسيرته ، ويفنى بفنائهما ، ومن يدرك ذلك ويعمل له ، فبالقطع هو الأقوى ، وهو مَنْ يُكتب له البقاء .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز