عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حدود العلاقات (2)

حدود العلاقات (2)

بقلم : د. أماني ألبرت

الحدود النفسية للأشخاص هي المساحة العاطفية الموجودة بين الشخص والآخرين. تحدثنا في المقال السابق عن النوع الأول وهو العلاقات ’’ذات الحدود الصحية‘‘ وفيها يحدث اقتراب بين الشخصين ولكن دون ذوبان ومن السهل جدًا التعرف على الحدود الفاصلة في العلاقة.



النوع الثاني في الحدود النفسية بين الأشخاص نسميه ’’عدم وجود حدود‘‘ وفيها يكون الشخصان مثل دائرتين متطابقتين إذ انه من الصعب تَمييز أو فصل طرف عن الطرف الآخر. هناك نوع من أنواع الاندماج أو الحدود المنهارة. حيث يُحاول أحد الطرفين الإندماج مع الطرف الآخر كي يتفادى الفراغ الذي يشعر به عندما يكون وحده.

وفيها يسعى أحد الطرفين بربط نفسه بالآخر ليذوب الآخر فيه تماماً. ومن ملامح هذه العلاقة هي أن أحد طرفيها يكون مسيطر مقابل الآخر الذي لا يستطيع أن يقول لا لأنه يخاف الرفض. ويتسامح مع الإيذاء أو الانتهاك. وتأتي احتياجاته ومشاعره في المرتبة الثانية بعد احتياجات الطرف الأول. ويعتمد على أراء الآخرين أكثر من اعتماده على أرائه الشخصية ويتنازل عن قيمته وهويته مقابل إرضاء الآخرين وتجنب الصراع.

النوع الثالث في الحدود النفسية بين الأشخاص نسميه ’’وجود حدود كثيفة‘‘ وفيها يمثل الشخصان دائرتين بعيدتين عن بعضهما، فكل طرف فيهما مكتفي بذاته، وله تأثير قليل جداً على الآخر مع علاقة عاطفية ضعيفة. وهو يسمي إنفصال عاطفي أو الحدود الصارمة في العلاقات.

وكأن هناك حوائط تمنع وجود الألفة بين الطرفين. وفيها لا يثق الشخص بأحد ولا يسمح لنفسه أن يحب أحد إنما يحافظ على مسافة كبيرة بينه وبين الناس لأنه في الغالب يتوقع الإساءة والجرح من الآخرين. وينعزل أو ينشغل حتى يتجنب الأفة، وهذه الشخصيات تخاف من الترك لذا تتجنب الدخول في العلاقات ونادراً ما تشارك بأسرارها. ونادراً ما تطلب المساعدة. ولا تتدخل في مشاكل الآخرين.

إن الحدود النفسية تعطينا خلفية عن المسافة الصحية التي لا يجب أن يتم اختراقها عند التعامل معنا، وتساعدنا أن نعرف أين نبدأ وأين ننتهي، وكذلك أين يبدأ الآخر وأين ينتهي.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز