عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أيام السيسي

أيام السيسي

بقلم : د. محمد فاروق

من أجل الله والوطن ناقشوا الأُطروحة بشيء من الضمير والوازع الوطني لا أكثر ولا أقل ، هل الفترة من 2011 إلى 2017 تُعد مطمعاً لأحد ؟! هل ما فيها ما يسيل من أجله لُعاب الرجال بحثاً عن المنصب السيادي ؟!



هذا الرجل كان بوسعه أن يحتفظ بالراحة الأبدية مُتوجاً على عرش وزارة الدفاع وفي قلوب المصريين بعد موقفه من حكم الإخوان ومساندة الشعب وإجبار هذه الجماعة على الفرار خارج مصر تارة ، وفي أحضان السجون تارةً أخرى ! هل تجد في ضميرك عكس ذلك ؟! قد تجد عكس ذلك إذا تناسيت أن هذه الأيام تشهد الذكرى الرابعة لاحتلال جماعة الإخوان شوارع القاهرة عبر اعتصام رابعة والنهضة الإرهابي ، وطلقات الرصاص وإغلاق الشوارع وقتها كان أحد مظاهر الحياة في أهم أحياء القاهرة ! .... إستقبلنا عيد الفطر 2013 ولدينا أعظم بؤرتين إرهاربيتين على مر التاريخ تضرب شوارع القاهرة الجميلة " مدينة نصر وميدان النهضة " !! .... أنتم الآن في عمق الرفاهية إذا فاتكم صور الماضي القريب بكل تبعاته السياسية والاقتصادية !

نعود مرة أخرى ونسأل : ماهي الحالة التي تسلَّم فيها هذا الرجل البلاد ؟ تلك الحالة المترديَّة التي وصلت إليها مصر على كافة الأصعدة ، إقتصاد منحدر يعيش على التسول دونما خجل ، دونما إدارة لموارد الدولة ، دونما تطوير لشبر واحد داخل الأراضي المصرية الزراعية أو الصناعية ، عدالة اجتماعية غائبة تسببت في احتقان شعبي واسع ومُستحق ، مستوى تعليمي في الحضيض ، ومدارس عفى عليها الزمن ، خدمات صحية لا ترقى لوقاية وعلاج الحيوانات فضلاً عن الإنسان ، أجهزة طبية تعود لعقود من الزمان ، لا استثناء في ذلك على طول وعرض مستشفيات الجمهورية ، إنهيار في البنيَّة التحتيَّة لمياه الشرب والصرف وخلافه ، وفساد مُستشري في كل ركن من أركان الدولة ، ما أدى إلى توسيع الفجوة بين الكارثة وفترة الإصلاح التي تستلزمها ! فهل تجد في ضميرك عكس ذلك ؟!

بل دعني أزيد ، وهل استلم هذا الرجل الدولة فقط على الحالة سالفة الذكر ؟! .. لا والله يا عزيزي !

أضف إلى ما ذكرناه أن هذا الرجل استلم الدولة في أعقاب ثورتين ، كانت فيهما مصر على المحك الدولي والإقليمي ! سُلطة ومسئولية ليست كأي سلطة أو مسئولية جرى عليها العُرف في العالم والتاريخ المعاصر ، سُلطة ومسئولية في أعقاب ثورات مُستحقة بطعم المؤامرات والدمار الشامل ، جهات بعينها أرادت استغلال الحلم المُستحق وتحويله إلى كابوس مفزع ! فهل أنت بحاجة إلى دلالة على ما يضرب الشرق الأوسط منذ ستة أعوام ؟! وهل تجد في ضميرك عكس ذلك ؟! قد تجد في ضميرك عكس ذلك إذا لم تنتبه إلى المشهد السعيد بعودة السوريين إلى أحضان بلدهم بعد دمار شامل كانت مصر في انتظاره ثم تضع نفسك وأولادك وكل من تحب في هذا الموقف ، مصر كانت صاحبة هذا المشهد القادم على أراضيها لولا الله ثم شعب يونيو وهذا الرجل ، ستجد في ضميرك عكس ذلك لو أنك تعاميت عن الأحداث الخليجية وحقارة التآمر القطري على المنطقة بأسرها ! كيف لا تُعمل عقلك لتنظر في مصير بلدك ضمن هذه الأحداث الخائنة ؟ ما هو الدور الذي كان ينتظرنا ؟

ليس هذا فحسب ، عليك أن تفتح أعينك على الحراك الدائر " اللعين " والذي كان يُدركه صانع المؤامرة جيداً ، ويعلم أنه السبيل الأمثل للحفاظ على حالة الاشتعال المجتمعية الدائمة ، حالة الاشتعال بين المجتمع المدني ومؤسسات الدولة ، حالة استغلال لكل ما يؤجج نار الفتنة ويُعيد تأجيجها مرات ومرات .

ماذا فعل بكم السيسي يا سادة ؟! ماهي الأطماع التي بحوزتنا ؟ أجبرتمونا  في كل مرة على تكرار أنفسنا وما نكتب وما استفضنا فيه مرات ومرات ! لم تتركوا لنا إلا موضع الدفاع عن الرجل الذي لا يستحق إلا الدعاء ! أجبرتمونا على الجلوس في معرِض ردود الأفعال من كثرة الافتراء على الرجل والدولة ومصر جهلاً أو عمداً ! 

ماذا فعل بكم السيسي يا سادة ؟! هل نبدأ بسرد المشاريع التي تم تنفيذها ؟ في الطرق ؟ الإسكان ؟ الكهرباء ؟ طوابير الخبز والغاز والبنزين التي انتهت ؟ الديون الخارجية ومليارات قطر التي تم سدادها ؟ تلك الملفات الضخمة التي ينال منها الكاره ويتحدث عن بعضها باعتبارها مشاريع ليست ذات أولوية ، أو يقول قائل أن المؤسسة العسكرية تتولى الجزء الأكبر منها لتستفيد على حساب القطاعات الأخرى وربما الخاصة بالدولة ! شئ مجنون من أشخاص لا يدركون شيئاً عن مفهوم الدولة والفترة ومقتضياتها !

ماذا فعل بكم السيسي يا سادة وقد صارت كل ملفات الدولة أمن قومي يستوجب العمل من نار حتى تُصبح وتُمسي هذه البلد في أحسن حال أو في أقل ضرر ، تلك هي الظروف ، تلك هي الفترة ، كل ما بوسعه حتى يستمر في التحرك إلى الأمام أن يعتمد على المؤسسة العسكرية ، كيف لا وقد صارت كل الملفات أمن قومي ، الأسعار ، الدولار ، سرقة القمح بعد زراعته ، والذي نحاول أن نصل معه إلى حالة الكفاف ، وحتى أعلى ملفات المخابرات ، كل الملفات أصبحت أمن قومي ! لا يمكن أن تستمر دونما أن تعتمد خلال " هذه الفترة الراهنة " كلياً على تدخل المؤسسة العسكرية في إحاطة كل الملفات بنوعِِ من السرية ، الأمان ، إمتلاك زمام الأمر ، تقليل التكلفة ، حاول قبل أن تبدأ في طرح أفكارك ، ثم اعتبارها صحيحة لا تقبل الشك ، ثم تصُب بعدها جام غضبك على الرئيس أو الحكومة التي لم تقم بتنفيذها ، أن تفكر ملياً في آليات تحقيق أفكارك ، في القدرة على تنفيذها ، آخذاً في الاعتبار كل التداعيات أو المعوقات أو الموانع والآثار السلبية التي قد تُخلفها ! حاول أن تكون شيئاً مختلفاً عن اللون الأصفر ، شارك بأفكارك الصحيحة ، وانتقد على علم ، أو قِف في صفوف المساكين الذين تعلوا آهاتهم و أوجاعهم عنان السماء دون أن يهرفوا بما لا يعرفوا  ، فهُم والله الصوت الوحيد الصادق والمقبول خلال هذه الفترة الكالحة !

ماذا فعل بكم السيسي ؟

سأقول لكم ماذا فعل هذا الرجل :

أخذ على عاتقه بناء مصر الجديدة ، ووضع مستقبله السياسي في كفة ، وإقامة مصر الكبيرة بمستقبلها المشرق الذي تستحقه في كفة أخرى ، لم يعبأ بتأثير ذلك على مستوى شعبيته ، بل لديه من الثقة في الله ثم في هذا الشعب العظيم ما يجعله يستكمل البناء دون استخدام مُسكنات العمر المتعارف عليها !

هذا الرجل أنقذ حدود مصر عبر إنقاذه للدول العربية من مخططات التقسيم ، كان موقفه الكاشف إزاء القضية السورية تحدياً حازماً لأطماع الآخرين أو كراهيتهم للنظام السوري متناسين في ذلك ما أوقعوه من دمار حاق بالشعب السوري الشقيق .

هذا الرجل أنقذ حدود مصر عبر دعمه العسكري والمعلوماتي للشقيقة ليبيا التي استفاقت هي الأخرى من غياهب الإرهاب واحتلال حقول البترول وأيادي داعش القذرة التي تخدمها أنظمة غربية .

هذا الرجل كشف بخطابه في القمة الأمريكية الخليجية مخططات الإرهاب ، وأشار بشكل غير مباشر للخائنة قطر ، ثم قبل وبعد هذا الخطاب كان يُشير إليها بشكل مباشر في مفاهمات دبلوماسية بنكهات مخابراتية ، حتى أدى ذلك لقطع كل صلة مصرية خليجية بهذه الأفعى الرقطاء !

أي ملفات شائكة داخلية وإقليمية وخارجية قمت بإدارتها أيها الرجل ؟!

سلمك الله من كل شر .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز