عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عن ضرورة تإييد الشعب و المقاومة الايرانية

عن ضرورة تإييد الشعب و المقاومة الايرانية

بقلم : سعاد عزيز

هناك عدد ملفت للنظر من الاحزاب و الميليشيات و الشخصيات السياسية و الفکرية في المنطقة ممن يبذلون کل مابوسعهم من أجل الدفاع عن الجمهورية الاسلامية الايرانية و إعتبارها بمثابة حليف استراتيجي للأمتين العربية و الاسلامية و إنها قد غيرت من معادلة الصراع العربي ـ الاسرائيلي و أمور أخرى من هذا القبيل، لکن وعلى الضد من ذلك، هناك أيضا قطاع کبير من الشارعين العربي و الاسلامي تتقدمهم أحزاب و هيئات و شخصيات من مختلف المشارب، تشدد على إن السياسات التي تتبعها الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي تهدف في نهاية المطاف فرض نفوذها و هيمنتها على العالمين العربي و الاسلامي، قد ألحقت و تلحق ضررا فادحا بالبلدان العربية و الاسلامية وإن هذه السياسات قد تسببت في إلحاق الضرر بالصراع العربي ـ الاسرائيلي بحيث حققت أهدافا و أمورا کانت إسرائيل لاتتصور تحقيقها حتى في المنام.



الشرخ الکبير في الواقع الفلسطيني و الذي يتسع يوما بعد يوم ولايمکن تجاهله أو التغاضي عنه، کان و کما يعلم الجميع من نتاج و ثمار التدخلات الايرانية في الشارع الفلسطيني، کما إن الانقسامات و المواجهات و الاختلافات الداخلية في بلدان في المنطقة و کذلك الفتن و المخططات السوداء الجارية تنفيذها في بلدان أخرى بالمنطقة، کلها تتعلق بصورة أو بأخرى بطهران، والذي صار مٶکدا لشعوب و بلدان المنطقة هو إن المشروع السياسي ـ الفکري للجمهورية الاسلامية الايرانية يعتمد و بصورة أساسية على إشاعة أجواء الانقسام و الاختلاف و المواجهات في بلدان المنطقة حتى يتسنى لها بسط نفوذها و هيمنتها من خلال أحزاب و ميليشيات و منظمات تابعة لها لاهم لها سوى التقيد بأوامرها و تنفيذ مخططاتها.

المشاهد المأساوية في بلدان من المنطقة وخصوصا تلك التي تتحکم فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية، و التراجع  غير الطبيعي في الموقف العربي ـ الاسلامي ضد إسرائيل، من نتائج و تداعيات السياسات المختلفة لطهران خصوصا بعد أن تمکنت من إيجاد ثغرات عديدة في جدار الامن القومي العربي، وخصوصا في جدار الامن الاجتماعي، وبدلا من الانشغال بالعدو الخارجي الذي يهدد بلدان المنطقة، فقد إنصب الاهتمام على الانشغال بعدو داخلي، عندما تم جعل بلدان في المنطقة جبهات تتربص فيها مکونات شعوب هذه البلدان ضد بعضها، تماما کم نرى في العراق و فلسطين و سوريا و اليمن بصورة خاصة، والحق الذي لامناص من قوله و الاعتراف به إن الجمهورية الاسلامية الايرانية قد حققت لإسرائيل مالم تکن تتصور تحقيقه حتى في المنام!

هذا الدور المشبوه و المرفوض للجمهورية الاسلامية الايرانية، لم يعد هناك من مجال للإستمرار بالتغاضي عنه و تجاهله فقد طفح الکيل و"بلغ السيل الزبى"، ولابد من مواقف عربية و اسلامية متنوعة ضد طهران و عدم السماح لها بالمزيد من التمادي، وإن خيار دعم نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية و إحداث التغيير السياسي الجذري في إيران، هو واحد من أهم و أقوى الخيارات التي بإمکانها أن تقلب المعادلة القائمة رأسا على عقب و تعيد الاوضاع و الامور في بلدان المنطقة الى نصابها مثلما ستمنح أيضا قوة و زخما للموقف العربي الاسلامي ازاء إسرائيل، والحقيقة إن تإييد هذا النضال المشروع بالاضافة الى بعده الانساني ـ الاسلامي، فإنه أکثر من ضروري من أجل ضمان السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.

* کاتبة مختصة في الشأن الايراني

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز