عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الطريق

الطريق

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

أحيانًا ، تجعلنا الحياة نسير في طرق وعرة ، وتُجبرنا على مقابلة أشخاص جامدة ، وهكذا نظل مستمرين في مسيرتنا لا نعرف أين ولا متى نقف عن استكمال السير في الطريق ، وعندما نظن أن الطريق قد انتهى ، وأننا وصلنا إلى آخر محطة فيه ، نكتشف أنها المحطة الأولى في بداية طريق آخر ، فالحقيقة أن هذه الطرق ما هي إلا سلسلة الحياة ، ومحطاتها وحلقاتها ، فنحن خُلقنا لكي نعيش في هذه الحلقات ونمر بها ، فتارة نسبح مع التيار ، وتارة أخرى نسبح ضده ، وكل حلقة تُسلمنا للحلقة التي تليها ، وما كنا نصل للسعادة إلا عن طريق الشقاء ، والعكس صحيح ، فالسعادة والشقاء هما بداية ونهاية الطريق ، ولا يهم بأيهما نبدأ ، وبأيهما ننتهي ، ولكن المهم أننا سنمر بالطريقين ، ولن يُوقفنا أي حذر ، أو حيطة ؛ لأن هذه السلسلة هي القدر المرسوم لنا ، والتي لا نعرف أولها من نهايتها ، وكما قال الشاعر نزار قباني : "لو كنت أعرف خاتمتي ما كنت بدأت" ، وبالفعل ، أغرب وأجمل ما في طرق الحياة ، أننا عندما نسير فيها لا نعرف خاتمتنا ، فقد يبدأ الطريق بصورة مُوحشة ، وينتهي بشكل جميل ومضيء ، وقد يبدأ مفروش بالأماني ، وينتهي بالشقاء والأنين ، ومن يتصور أنه يمكن أن يعود من منتصف الطريق ، فهو مخطئ لا محالة ، فمن يبدأ طريقًا عليه أن يُكمله ، مهما حدث ، فمصيره يكون قد ارتبط بهذا الطريق ، فحلقات السلسلة لابد أن نمر عليها كلها ؛ حتى نصل إلى نهايتها ، وعلينا ألا نندهش من المفاجآت التي نقابلها في منتصف الطريق ، والأهم من كل ذلك ، علينا أن ندرك أن أي طريق سنسير فيه ، لن يكون هو النهاية ؛ حتى لو بلغنا نهايته ، فما هذه النهاية إلا بداية لطريق جديد ، حتى طريق الموت ، فليس هو النهاية ؛ لأنه بداية طريق الآخرة ، وهكذا الحياة ، مجموعة من الطرق التي لا نهاية لها ، فلا تُجهد نفسك نفسك بعَدِّها وحسابها ؛ لأنها لن تنتهي .



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز