عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الشارقة تَستلِم راية الكتاب من أثينا !

الشارقة تَستلِم راية الكتاب من أثينا !

بقلم : د. طه جزاع

باختيارها عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 من قبل اليونسكو ، فأن الشارقة تكون منذ الآن قد استلمت عملياً راية الكِتاب من مدينة أثينا اليونانية التي سُميت عاصمةً عالمية للكتاب للعام القادم 2018. وبذلك يكتسب هذا الحدث الثقافي بعداً رمزياً لما تحتله أثينا من مكانة فكرية وفلسفية كبيرة في مسار التاريخ البشري ، ولما تشغله الشارقة من مكانة ثقافية في عصرنا الحاضر .



أثينا .. مدينة الحكمة ، ومهد الديمقراطية الأول ، والأساطير الشهيرة ( الألياذة والأوديسا ) لهوميروس وهزيود ، والمدارس والمذاهب الفلسفية الكبرى ، هذه المدينة التاريخية التي شهدت ربيع الفكر اليوناني متمثلاً في المدرسة الأيونية ، ثم الفيثاغورية ، والإيلية ، والسفسطائية ، وهرقليطس وديموقريطس وانكساغوراس ، وصولاً الى عملاقي الفكر الانساني افلاطون وأرسطو ، تًسلم راية الكتاب الى الشارقة الاماراتية الخليجية العربية ، عاصمة الثقافة العربية لعام 1998 ، وعاصمة الثقافة الاسلامية لعام 2014 ، وعاصمة السياحة العربية لعام 2015 ، لتتوج في العام 2019 بلقب جديد هو عاصمة الكتاب العالمي بقرارٍ من اللجنة الدولية لعواصم الكِتاب في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو ) .

 صحيح أن ثمانية عشر مدينة عالمية منها مدينتان عربيتان هما الاسكندرية المصرية وبيروت اللبنانية سميت عواصم عالمية للكتاب منذ أن بدأت اليونسكو بهذا التقليد الثقافي في العام 2001 غير أن حداثة نهضة الشارقة تضعها في منافسةٍ غير عادلةٍ أحياناً مع مدن  تاريخية عريقة في العالم العربي وفي العالم وحتى مع بعض شقيقاتها في الخليج ، غير أن هذه المدينة استطاعت خلال سنوات قليلة في حسابات تواريخ المدن أن تتحدى قدرها التاريخي والجغرافي ، وان تشرق بوجهها الثقافي الذي أنار الخليج وما حواليه ، وتدخل في منافسة واثقة ليتم تكريسها عاصمة لثلاث مرات على المستوى العربي والاسلامي ، ثم تأتي الرابعة هذه المرة لتكون عاصمة عالمية للكتاب .

التتويج الثقافي ، مثلهُ مثلَ أيِ تتويجٍ آخر ، لا يأتي من فراغ ، ولا يحدث من عدم ، إنه نتيجة جهودٍ وتحدٍ وإيمانٍ وثقةٍ بالنفس ، ومِرانٍ طويل ، وتجاربَ متكررة ، والأهم من ذلك كله ، رُبانُ سفينةٍ يمتلكُ رؤية واضحة ، وعزمٍ وتصميمٍ وإرادة ، وقد هيأ الله والتاريخ والفأل الحسن للشارقة ، مثل هذا الرُبان الماهر ، ممثلاً في صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، الذي أرسى وقاد خلال أربعة عقود ماضية مشروعاً واعداً لتكريس المعرفة والثقافة كهوية حضارية لإمارته الفتية ، تتوج قبل بضعة أيام بإختيار اليونسكو للشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 . كما إن مثل هذا التتويج يأتي نتيجة طبيعية ومستحقة لنجاحات متواصلة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي أصبح ثالث أكبر معرض كتاب في العالم ، وكذلك لمعرض الشارقة القرائي للطفل الذي يستقطب سنوياً أكثر من ثلاثمائة ألف زائرٍ من المواطنين والوافدين والضيوف من مختلف أنحاء العالم .

الشارقة ، كما هو دأبها في مثل هذه الإنجازات الثقافية الكبرى ، لن تخلدَ الى الراحةِ منذ الآن ، ولن تركنَ للهدوءِ بانتظار إطلالة العام 2019 ، إنما في جُعبتها الكثير من الأنشطة والفعاليات على مدارِ عام كامل ، حتى يحين يوم التتويج ، يوم تستلم راية الكتاب العالمي من أثينا العاصمة التاريخية للحكمة والفلسفة والفكر النير .

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز