عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لماذا يكذب .. رئيس الحكومة ؟؟

لماذا يكذب .. رئيس الحكومة ؟؟

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

لماذا يكذب رئيس الحكومة ؟؟ .. سؤال ما زال يتردد بقوة في مخيلة الكثيري من المصريين سواء ممن يعرفون المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء أو لا يعرفونه ، فمنذ عشرة أيام وتحديدا في 21 يونيو 2017م أدلى رئيس الوزراء بحديث مطول أجراه معه الزميل إسلام المصري على شبكة فيتو الإخيارية ، وقد صرح فيه رئيس الحكومة بوضوح أنه لا زيادة في أسعار الطاقة وخاصة الوقود خلال العام الحالي ، ولوهلة تخيلت أن سيادته تلاعب بالألفاظ وكان يعني خلال العام المالي المنتهي في 30يونيو بعدها بأيام ، ولكن من العجيب أن الزيادة قد تم إقرارها وإصدار القرار للعمل بها مساء يوم 28 يونيو ، وهو ما يعطي انطباعا أن كل ما صرح به من قبل غير قابل للتصديق .



ولا مجال للمجاملة أو التماس الأعذار لأي مسئول مهما كانت مكانته ، فالكذب خيانة أمانة أولاها له هذا الشعب كرئيس لحكومة في مرحلة حرجة تستدعي من هذا الشعب أن يكون مساندا للحكومة وليس كارها لها ، فإذا برئيس الوزراء يفجر بقنبلته كل ثقة أو مصداقية لحكومته بمنتهى البساطة ، ودون اكتراث أو تقدير حتى لأبسط أصول سياسة الشعوب والتعامل معها ، ولا شك أن ما حدث هو مسئولية مشتركة يتحملها بلا شك رئيس الدولة كاملة فهو المسئول الأول في السلطة التنفيذية ولذلك فإن ما حدث يتحمله كاملا وليس مناصفة مع رئيس الحكومة الذي اختاره ويتابع عمله بل ويدير بواسطته دفة الأمور في هذا البلد ، وهو ما يعني أن هناك كثير من التخبط أو انعدام الشفافية أو قل ربما تعمد رئيس الحكومة أن يخالف ما تم الاتفاق عليه أو تلقى أوامره لأي سبب لديه شخصيا ، فوضع نفسه وحكومته تحت مقصلة المصداقية ، وهو ما يزلزل ثقة الشعب في الحكومة وربما الدولة ومن على رأسها ، وهو خطأ جسيم لابد من تصحيحه فورا .

ولسنا ممن يتربص بالحكومة أو يتصيد لها الأخطاء ، ولكن هناك دلائل قوية تشير لارتفاع مستويات التخبط والتردد وعدم القدرة على حسم الأمور وتحديد سياسة واضحة المعالم وثابتة الخطوات ، ولكننا للتاريخ وللحقيقة لا نستطيع إنكار أنها سمات عامة ومتوقعة للأزمات خاصة في مثل هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها بصورة خاصة كدولة تحاول الخروج من قاع التردي الاقتصادي الذي قبعنا فيه لعقود طويلة مضت ، وكما يمر بها العالم أيضا بصورة عامة ومتفشية من انعدام الاستقرار الاقتصادي وتوقعات بأزمات اقتصادية عالمية قادمة وشديدة الوطأة على الشعوب والدول النامية بوجه الخصوص ، وتديرها قوى الماسونية المسيطرة على أكثر من 80% من اقتصاد العالم سواء ببنوكها المباشرة أو الخاضعة لها في إطار اقتصاديات واتفاقيات السوق العالمي ، والتي أدت لرفع دولة نفطية مثل السعودية لرفع أسعار الطاقة لديها وفرض ضرائب ورسوم مبالغ في قيمها لأول مرة في تاريخ السعودية حتى أن الغالبية العظمى للعمالة الأجنبية في السعودية قد بدأت بالفعل في ترتيب أوضاعها لمغادرة السعودية بلا عودة خاصة في ظل عدم الاستقرار الأمني وبوادر أزمات سياسية قد تعصف بالاستقرار الخليجي المعهود .

ولا ننكر أيضا أن الزيادة الحالية للوقود تعد أقل وطأة من سابقتها ، بل وأقل في تأثيراتها السلبية المتوقعة بعيدا عن جشع النفوس بين طبقات شعبنا العظيم ، ولكن ما يدعو للعجب أن يستغيث الشعب بالحكومة لتنقذه من جشع واستغلال بعضهم لبعض ، وكأنهم يطالبون الدولة بوضع رقيب على كل مواطن ، فمن المنطقي أن تراقب الدولة الأسواق وتطارد الاحتكار وتضرب بيد من حديد على كل مستغل للأزمات ، مثل أشهر مستوردي الأسمدة في مصر والذي رفع سعر طن السماد بنسبة 100% بعد ساعة واحدة من زيادة سعر الوقود ، ومثله آلاف من أصحاب المصانع الخاصة والمستوردين وتجار الجملة ، وغير هؤلاء كثيرون يرتعون في الأسعار وأجهزة الدولة الرقابية تغط في سبات عميق ، ولكن هل من المنطقي أن تضبط الدولة كل من يرفع سعر الرشوة (الشاي) في المصالح الحكومية والمؤسسات بحجة زيادة سعر الوقود .

ولكن .. نعود ونقول أن ما يحدث ليس نهاية العالم ، ولا الدنيا سوف تتوقف ، أو إننا قادرين على نتناسى أو إنكار أن ما تم في هذا البلد من إنجازات على أرض الواقع يعد معجزة بكل المقاييس العالمية والتاريخية ، ولن أسوق أدلة اقتصادية ولا برامجا لمشروعات ومحاور تنمية شاملة يتجاهلها المواطن العادي في زخم جحيم الأسعار ، ولكننا لا ننسى أننا يوما منذ سنوات كنا ندعو الله أن تخف حدة العداء والهجمة الدولية الغربية الأمريكية على الدولة المصرية ولو قليلا لتسمح ببعض الاستقرار والتقدم والأمان لهذا الشعب ، فإذا بنا اليوم وبعد سنوات قليلة نرى بعيوننا وقد أصبحت مصر من أقوى دول الشرق الأوسط على الإطلاق ، وعضوا في مجلس الأمن وصاحبة كلمة دولية وإقليمية مسموعة وقوية ينحني لها كبار السياسيين في العالم وعلى رأسهم من كانوا يوما ألد أعداء هذا البلد علانية وما زالوا يتربصون بها ، ثم صاحبة مستقبل واعد تؤمن به أكبر دول عظمى في العالم والتي سعت ووقعت على شراكات اقتصادية استراتيجية مع مصر لخمسون سنة قادمة ، وهو ما كان ليحدث مطلقا .. إلا لو كانوا يرون في هذا البلد مستقبل واعد وقوي يستحق الاقتران والاقتراب والتعاون معه ، فلا أحد في العالم يريد شراكة ولا صداقة الفاشلين أو المدعين أو المشكوك في قدراتهم .

ورغم أنني من أشد المتفائلين بمستقبل واعد لمصر كقوة عظمى قد حان توقيت بزوغ فجرها وعودتها مكانتها التي تستحقها عبر التاريخ ، إلا أنني من أشد المحذرين لهذه الحكومة المبتلاة بالأزمات والمشاكل وتحمل مسئولية العبور من عنق الزجاجة فضلا عن ابتلائها بشعب يمتلك كما هائلا من السلبيات التي علقت به عبر عقود مضت مثل حرصه على الكسل والتنبلة والفهلوة وتسليك المصلحة والهروب من المسئولية وتآكل الضمير ، فلتحذر هذه الحكومة من تراجع نسبة كبيرة من الثقة والمصداقية التي اكتسبتها ، ولتسعى حثيثة على اكتساب ثقة هذا الشعب الذي يستحق أن تسهر على راحته ، ومقدرا في نفس الوقت لحجم ما يبذل لحماية أمن هذا الوطن وتأمين مستقبل أجياله القادمة ، أعان الله من تحمل كل هذه المسئوليات الجسام .

أخيرا .. كلمة أسرها بصوت عالي وصارخ تصم آذان الجهلة والعملاء والكارهين والمضللين والمغفلين ، قد سقطت عهود الفوضى والخراب فوق رؤوسكم ولا عودة مرة أخرى لما تحلمون به ، فما نقوله ليس أكثر من تنفيس بالحروف عما نعانيه من صعوبات مادية مثل الغالبية العظمى من هذا الشعب ، وهي في النهاية مهما كانت صارخة ورافضة وربما مزعجة ولكنها تبقى داخل جدران بيتنا الذي نملكه ويملكنا ونحيا فيه بكرامتنا ولسنا مشردين ولا لاجئين كما كان مخطط ومستهدف لنا مثل غيرنا ... فما زال وسوف يظل لدينا بإذن الله وكرمه حقيقة وواقعا نحياه ما نصفه بالأم والأرض والعرض والذي نسميه ببساطة .. { الوطن } ...

جمال عمر

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز