للرجال فقط!

بقلم : أمل حجازي

   الرجل؛ ذلك الكائن الذي نسعى طيلة حياتنا لفهمه. أنه اللغز المحير لكل امرأة. وتأتي كل القصص لتثبت أن معشر الرجال يتشابهون في صفات عامة لا نستثني منهم إلا قلة قليلة. وبالرغم من ذلك لن تجد رجلا تماما يشبه الآخر؛ فلكل منهم شفرة والمرأة الذكية فقط هي التي تعرف طريقة فك هذه الشفرة وتحتفظ برقمها في سرية تامة، بحيث لا تستطيع أي من النساء الاقتراب منه!

 

   جاءتني رسالة من قارئة تسألني فيها عن الحب الحقيقي، وعندما انتهيت من الإجابة عليها اكتشفت أن لا شيء مما قلته أسعدها. فهي لم تشعر قط بكل ما يجلبه الحب من شوق ولوعة وحنين؛ فلم تذق طعم الغرام ولم تنكوي بنار الشوق ولم يأخذها الحنين إلى عالم آخر بعيدا عن الأرض!

 

 ولما حكت لي عن الرجال الذين صادفتهم في حياتها بغرض الارتباط، وجدت أن معظمهم يرتكبون نفس الأخطاء تقريبا. وقررت أن اساعدها من خلال هذا المقال، وسأتحدث فيه لكل الرجال.

 

   العلاقة الناجحة هي التي تتكون من رجل مخلص وامرأة ذكية وكثير من الحب. تذكرت مرة تعليق طريف لأحد قرائي الأعزاء يصف فيه الرجال، وهو منهم؛ قال لي: " كل الرجالة بيتولدوا وعندهم هرمون انحراف وعرق تمرد" وكمل قائلا " الست الجميلة، الرقيقة، الذكية اللي دمها خفيف هي بس اللي تخلي الراجل يفكر ألف مرة قبل ما هرمون الانحراف يتحرك أو عرق التمرد ينقح عليه، ويفكر ألف مرة قبل ما يسيبها أو يخونها". أضحكني تعليقه كثيرا ولكنه يحمل كثير من الحقيقة التي لا تخفى على الكثيرين.

 

" ماذا تريد النساء" يقضي الرجل سنوات عمره في البحث عن إجابة لهذا السؤال، ولكنني أرى أن الأمر ليس بهذه الصعوبة؛ فالرجل ليس بهذا الغباء حتى لا يعرف ماذا تريد منه المرأة!

 

 اتعجب من الرجل الذي لا يعرف مفاتيح المرأة؛ فحتى إن كان لا يملك الخبرة، فلعله قرأ عن تلك المفاتيح هنا أو هناك. وتتلخص تلك المفاتيح في أربع كلمات؛ أن تعاملها كطفلة، وحبيبة وصديقة وعاشقة!

الرجل الذكي هو الذي يترك انطباعا قويا عند المرأة من أول لقاء، ثم لا ينسى ابدا أن يضع بصمة جديدة في كل مرة.

 

 الرجل " الحنين" مطلب جماعي من كل نساء العالم؛ فالرجل الذكي هو الذي يعرف جيدا أنه أقوى الرجال بمقدار "الحنان" الذي يطبطب به على قلب حبيبته.

 

المرأة تحب بأذنها؛ والرجل الغبي فقط هو الذي لا يعرف كيف يستغل هذا جيدا لمصلحته. ودعني اهمس في اذنك أنت أيها الرجل بسر عنا؛ المرأة تعشق الرجل الذي يداعب أذنيها بالكلمات الحلوة، وصدقني أن المرأة مهما علت مكانتها فستظل تنتظر الرجل الذي يقول لها كم هي جميلة. فلا تكن بخيلا أو غبيا وتنسى ذلك!

 

  لا تكن عاقلا في الحب، فقليل من الجنون لا يضر أبدا. المرأة تحب ذلك المجنون الذي يغمر حياتها بالإثارة، ذلك المجنون الذي يفرض حبه ولا يستأذن قلبها لتعشقه.

 

  للنساء تقلبات مزاجية عديدة. وتمر علينا بعض الأيام لا نعرف حتى ماذا نريد نحن! لا تخف ولا تهرب، اقترب ودعها تشعر بحبك، اقترب ودعها تختبئ من مخاوفها داخل حضنك، اقترب ودعها تبكي، اقترب ودعها تحكي، ليس ضروريا أن توفر لها الحلول، فكل ما تريده هو أن تسمعها فقط!

 

الرجل المحظوظ هو من يعرف كيف يمتلك قلب حبيبته، ولكن الرجل الأكثر حظا هو من يعرف كيف يبقي على هذا القلب في حوزته للأبد. لا تخنها، لا تخدعها، كن مخلصا ولا تكذب...وهنيئا لك قلبها الذي ينبض الآن من اجلك أنت فقط.

تبحث المرأة أولا عن الرجولة؛ ولهذا فلا تتصور أبدا أن معطفك الأنيق وساعتك الغالية أو سيارتك الفارهة سيدافعون عن رجولتك الناقصة. كن وسيما بأخلاقك وأنيقا برجولتك.

 

ستحب المرأة غيرتك عليها؛ فالغيرة دليل على الحب والاهتمام، ولكنها ستكرهك أن حاولت أن تفرض سيطرتك عليها بدافع الغيرة. لا تخنقها بأشياء لا تحبها...فقط حبها!

 

تبحث المرأة عن الطيبة، الحنية والقوة، وبعضهن يتأقلمن على الحياة مع رجل لا يحمل هذه الصفات، ولكنها أبدا لن تتغاضي عن الأمان والاحترام. فالمرأة الذكية فقط هي التي تعرف أن احترام الرجل لها نابع من حب كبير، واحساسها بالأمان معه هو تجسيد لهذا الحب.

 

 عزيزي الرجل:

إن أحببت فكن مخلصا وكريما في حبك...كن جريئا واقترب منها؛ فثمة قلب ينبض بالحب ينتظرك هناك، اقتحم بقوة حانية واسكن داخل عقلها وقلبها... فالرجل الذكي هو من يعرف كيف يمتلك الاثنين معا!