عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الكاتب الروحاني

الكاتب الروحاني

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

كم تأسرني أعمال الكاتب "محمد الحناوي" ، فهو لديه قدرة بالغة على وصف المشاعر الإنسانية بطريقة خلابة ، فهو لا يقف عند حدود الدراما الواقعية أو الرومانسية ، ولكنه يحاول الخروج من دائرة الواقع بجموده ، والدخول في الروحانيات ، التي لا تخلو منها حياة أي إنسان ، مهما كانت درجة نقائه ، أو مهما بلغت قسوته ، فهو يجعل من الشخصيات الدرامية صورًا حية للمشاعر والصفات البشرية ، محاولاً تجسيد لحظات ضعفها وقوتها ، وينقلها عبر الأحداث بشكل تلقائي دون أن يفلت منه الخيط الدرامي ، الذي يربط الشخصيات ببعضها ، ودون أن يهرب منه محور الأحداث ، فهو يجعلها كاللحن الذي ينتقل أوتوماتيكيًا عبر النغمات ، وهذا ما استشعرته منذ بداية كتاباته الدرامية "خاتم سليمان" ، مرورًا بـ "تفاحـة آدم" ، ثم "هي ودافنشي" وأخيرًا مسلسل "قصر العشاق" الذي عُرِضَ مؤخرًا في رمضان .



فهو دائمًا يبحث عن نقطة نور تضيء في خُلْد الإنسان ، ويُحاول التوفيق بينها وبين القدر المحتوم ، الذي يتماشى مع محور الشخصية ، ومنعطفات حياتها ، حتى مفاجآته ، رغم أنها قد تصيب المُشاهد بالدهشة المُفجعـة ، إلا أنها لها مبرراتها المنطقية ، فهو لا يقفز فوق الأحداث ، ولكن قفزاته تتسم بالروحانية المتلائمة ، ليس فقط مع الواقع المحيط بالشخصيات ، ولكنها متلائمة أيضًا مع ما يدور بوجدان الشخصيات ، فهو يهتم بما تُحَدِّث به النفس نفسها ، وما يخشاه الإنسان ، وما يتمناه ويسعى له .

فأنا عندما أتابع أيًا من أعماله الدرامية ، تستهويني بشدة فكرة الروح المُعلقة بين نقاء الملائكية ، وبين دناسة الأبالسة ، فهو يخرج بالشخصيات عن الإطار البشري ، ليدخل بها عالمًا آخر ، تملؤه الأفكار والأحلام والرؤى ؛ ليعود بها إلى طبيعتها الفطرية ، فتشعر وأنت تستمع للحوار ، وكأنك تسرح في جو من التراتيل الدينية ، حتى ولو كان حوارًا رومانسيًا ، فهو لديه القدرة أن يصل إلى أعلى درجات الروحانية في الرومانسية .

فحقًا ، لو كنت أنا من أمنح الألقاب ، للقبته بـ "الكاتب الروحاني" .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز