عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عُدْ كما كنت

عُدْ كما كنت

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

عندما يُدرك الإنسان أنه كان يسير على الطريق الخاطئ ، وأنه كان يُفني عمره من أجل أشخاص لا يستحقون ، وأنه لابد أن يلحق بنفسه ، قبل أن يمر به قطار العمر ويفوته ، فهنا فقط يظهرون من حوله ، وينتقدونه نقدًا لاذعًا ، ويُشعرونه وكأنه تحول من النقيض إلى النقيض ، وكأنه كان يرتدي ثوب الملائكية واستبدلها بثوب الشيطانية ، ويكيلون له الاتهامات ، ويتحولون جميعًا إلى ضحايا وواعظين ، ويتحول هو في لحظات إلى مُتهم ، يبحث عن الأدلة ليدافع بها عن نفسه ، ويدفع عن نفسه التهم الموجهة إليه ، وكل هذا بسبب رفضهم أن يعود إلى نفسه ، فهم في تفانيـه لهم قمة راحتهم ، وفي ظلمهم له منتهى رضائهم ، ويتناسوا أنه بشر ، ومن حقه أن يعيش ، وأن يعرف من يستحـق ومن لا يستحق ، أي لابد له أن يفرق بين الغث والثمين .



ولكن كيف يتسنى لهم أن يمتدحوا نهجه ، فهنا يعيش هذا الإنسان في صراع قاتل بين الأفكار التي أصبحت وليدة بداخله ، وبين الأقوال التي يسردونها عليها ، فيتشتت فكره ، وهدفهم هو أن يعود إلى سابق عهدهم به ، أي أنه يصبح إنسانًا مسلوب الإرادة ، فَكُبِّلَ بأغلال العطاء ، ويظل يدور في فلكهم ، وهم يتلاعبون به ، ويتقاذفونه ، وكأنه كرة لا تشعر ولا تتألم ، ولا تحتاج ، وما أسهل أن يقولوا له : "عُدْ إلى سابق عهدك ، إلى أصلك" ، تحت بند الإنسانية والحب والعاطفة ، ويتناسون أنهم لم يؤمنوا للحظة بهذه العاطفة ، وأن قانون المصلحة كان دائمًا هو الغالب والحاكم والمسيطر ، فإذا هو خرج عن الدور المرسوم له ، فلن يقولوا له سوى : "عُدْ كما كنت" .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز