عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ايران وفوتيل والنوم في العسل

ايران وفوتيل والنوم في العسل

بقلم : سعاد عزيز

من الصعب أن يصدق المرء أمورا لاتتفق مع العقل و المنطق و تتعارض مع مرتکزاتهما الاساسية، کتلك التصريحات التي أدلى به الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المرکزية الامريکية لأحدى الصحف الامريکية و التي قال فيها:"أعتقد أن النفوذ الايراني جدير بالاهتمام، کما قلت أنا و آخرون سابقا، إن إيران قد تکون هي السبب الاکبر في زعزعة الاستقرار في المنطقة."، ذلك إن رجلا کفوتيل، ليس من المنطق إطلاقا أن يقول جملة نظير:" إن إيران قد تکون هي السبب الاکبر في زعزعة الاستقرار في المنطقة."، خصوصا وإنه يعلم علم اليقين بأن طهران کانت ولازالت اللاعب الاکبر في المنطقة من حيث إثارة المشاکل و الازمات و زعزعة الامن و الاستقرار.



عندما يصرح الجنرال فوتيل بأن إيران"قد"تکون هي السبب الاکبر في زعزعة الاستقرار في المنطقة، فإن ال"قد"يقلل من إحتمالات أن تکون إيران السبب الاکبر و تطرح خيارات أخرى من شأنها منح صك البراءة لنظام سياسي لعب دورا مريبا منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف في المنطقة و تسبب في إختلاق و إيجاد مشاکل و ازمات و أوضاع بالغة السلبية کانت دول المنطقة في غنى عنها تماما.

ليس في الوسع إنکار الدور المريب الذي لعبته بعض الاقطار في المنطقة وخصوصا من حيث التأثير السلبي على دول محورية في المنطقة کمصر و السعودية خصوصا من حيث إيوائها لشخصيات و وجوه متورطة في الدعوة للتطرف الديني و الارهاب و التحريض عليه، لکن من الخطأ أن نعتبر هذا البعض السبب الاکبر و نتجاهل محور و أساس تصدير ظاهرة التطرف الديني و الارهاب و التدخلات في دول المنطقة، حيث إنه وقبل تأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، لم تکن الظروف و الاوضاع مناسبة أبدا لذلك"البعض"، کي يقوموا بهکذا نشاط مريب و مشبوه، من هنا فإن الاهم هو الاصل و ليس الفرع الذي تداعى عنه، بل ونقول بأن المهم هي الجذور و ليس السيقان، فالسيقان لو قطعت تنمو مجددا ولکن الجذور إن لم تجتث ستبقى أساسا لنمو السيقان تلو السيقان.

الجنرال فوتيل الذي يتحدث باسلوب الاحتمالات، يبدو إنه يريدنا أن نقتنع و نصدق بأنه لايعرف عن"الطريق الايراني السريع"الذي تداعى عن معرکة الموصل و ربط طهران ببيروت عبر العراق و سوريا، کما إنه يريدنا أن نصدق بأن النشاطات و التحرکات الايرانية في المنطقة تخضع ل"قد"أو"ربما"، حيث إن الدور الايراني في المنطقة قد تجاوز هذا الحد، وإذا کان الجنرال فوتيل يدري و هکذا يقول فتلك مصيبة وان کان يعلم و هکذا يصرح فالمصيبة أعظم، ولکننا حتى وان سعينا للقناعة بعفوية و تلقائية تصريحاته فإنه لابد لنا أن نقول له: صح النوم حضرة الجنرال!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز