عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإعلامية ليست «جسداً» يا سادة!

الإعلامية ليست «جسداً» يا سادة!

بقلم : رشاد كامل

«نشرت زميلة مرموقة تعمل فى قناة إخبارية معروفة على حسابها فى تويتر قبل أيام تغريدة مضمونها أن منتقديها لم يجدوا ما يوجهون لها من نقد سوى «مسألة العمر» وكان لافتا حجم المساندة التى تلقتها الزميلة من متابعين كثر بينهم زميلات وزملاء المهنة إضافة لمنشغلين فى أمور السياسة والإعلام ومتابعين من عامة المغردين».



بهذه الكلمات بدأت الكاتبة والأديبة السورية «غالية قبانى» مقالها فى الزميلة «الشرق الأوسط» وكان عنوان مقالها  المهم «ما هو العمر الافتراضى للإعلامية؟! وغالية قبانى لها عدة مجموعات قصصية منها «حالنا وحال هذا العبد» ورواية «صباح امرأة» ومجموعة بعنوان «فنجان شاى مع مسز روبنسون» ورواية «أسرار وأكاذيب»!!

وفى مقالها المذكور تقول: «لم يكن عمر المرأة فى الإعلام العربى مثار جدل قبل انطلاق الفضائيات الإخبارية التى تثبت هيمنة الصحافة المرئية على وسائل الإعلام الأخرى بملاحقتها الحدث فى لحظته ومن موقعه ما يستدعى وجود المذيعين فى الاستديو والمراسلين فى موقع الحدث طوال فترات البث! وللمرة الأولى بات المتلقى على تواصل حى مع منتج الخبر الإعلامى بواجهته التى يمثلها مقدم النشرة أو مقدمتها!! وقد اختارت بعض الفضائيات أن  تكثف من حضور المرأة كواجهة لنشراتها الإخبارية إلتفافا على قضايا غير جذابة قياسا ببرامج الترفيه والمنوعات.

بعض الزميلات صاحبات تاريخ فى التغطية الاخبارية والبرامج الإخبارية الحوارية وبعضهن عين قارئات نشرات مدعومات بأسئلة ومعلومات من خلف الكاميرا، تنفضح عدم خبرتهن بمواقف مثل إلقاء سؤال معد مسبقا أجاب عليه الضيف للتو فى سياق سؤال آخر!!

وتتساءل الأستاذة «غالية قبانى»: لا نعرف من الذى أفتى بأن الإعلامية التى تدير برنامجا سياسيا أو نشرة إخبارية يجب أن تكون فى مقتبل العمر بحيث سادت هذه الثقافة العنصرية وباتت تروج ضد البعض من الزميلات؟! بعض التسريبات التى تأتى من العاملين فى تلك القنوات تتحدث عن مبررات تطرح فى الاجتماعات والقرارات مثل أن «قنوات الأخبار تنقل كوارث العالم ويفضل أن يقدمها وجه شاب وصبوح للتخفيف من وطأتها» وهو منطق غريب فعلا وغير مهنى بتاتا!! إن ظن مسئول أن ارتباط المشاهد بقناة إخبارية أو برنامج إخبارى لا علاقة له أبدا بنوعية الخدمة التى تقدم له ومصداقية التقارير وقدرة المحاورة على الحصول من ضيوفها على تصريحات بعيدة عن الزعيق والأجوبة المكررة!!

يتعامل الإعلام البصرى العربى مع المرأة بتحامل ذكورى يفترض أن وظيفتها فيه لا تتجاوز فيه تأثير حبة المسكن أو العقار المخدر للتخفيف من وطأة الأحداث القاسية من إرهاب وتفجيرات وحروب ودماء وأشلاء!! بينما يترك النقاش الذهنى وسير الأحداث فى العالم لزميلها الرجل «الذى قد يكون محسوبا على المخضرمين ولا يزعج الإدارة بعمره»، وهى ثقافة تسود فى الأوساط الإعلامية! وتدفع بعض الزميلات إلى التركيز المبالغ به على الإطلالة الخارجية تحايلا على أى ملمح لمرور السنوات، وتضييقا لمساحة التنافس مع زميلات أصغر سنا بدل أن يركزن جهودهن على سعة الاطلاع على الملفات وإدارة النقاش!!

المصيبة أن التركيز على الشكل بات يطول جميع الأعمار ولم يوفر حتى الشابات منهن حتى بات ظهور بعضهن فى نشرة أو برنامج يشكل تشويشا على الخبر أو الحدث أو الحوار لكثرة التغييرات التى تسرق عين المشاهد بعيدا عن الأخبار نفسها!!

وبعيدا عن تفصيلات كثيرة فى المقال البديع تقول «غالية قبانى»: «حجم المساندة التى حظيت بها الزميلة القديرة بعد تغريدتها الجريئة على «تويتر» التى أطلقت للعلن موضوعا مسكوتا عنه يدفعنا للتساؤل: من الذى يحدد إذ القيم العامة فى المجال الإعلامى ويبث خطوطا حمراء حول «مسألة جندرية» -  العمر - مثل هذه تتحول مع الأيام إلى ثقافة سائدة!!

وتنهى المقال بسطر يلخص تماما جوهر القضية فتقول: «الإعلامية ليست جسدًا يظهر على الشاشة ليغطى عورة الأخبار وقسوة العالم».

والكلام صحيح لكن فى عالمنا العربى هناك رأى آخر مخالف تماما فما رأيك عزيزى المشاهد؟!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز