عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
جددْ حُلمك

جددْ حُلمك

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

 



الإنسان عادةً ما يكون لديه حُلم يعيش من أجله ، ويظل يتحين الفرص حتى يُحققه ، وعندما تُواتيه الفرصة المناسبة لتحقيق حُلمه ، لا يتوانى عن تحقيقه ، ولكن تأتي المشكلة الحقيقية بعد تحقيق الحُلم ، فحينها يشعر أن حُلمه أصبح ذكرى ، فالإنسان يعيش ثلاث مراحل ، أولها الحُلم ، وثانيها الحقيقة ، وثالثها ذكرى حُلمه ، وأعتقد أن أصعب مرحلة على الإطلاق هي المرحلة الأخيرة ؛ لأنه يستشعر وكأن النهاية قد لاحت ، فلم يعد هناك شيئًا ينتظره ، أو يسعى لتحقيقه ، وهذا أصعب إحساس يمكن أن يمر بإنسان ، وللأسف ، هذا عادةً ما يحدث للإنسان ، عندما تنتهي رسالته مع أولاده ، وفي عمله ، فيشعر وكأنه ينتظر الموت ، أو أنه أصبح ضيفًا على الحياة ، يعيش لحظات مؤقتة ، كالمسافر الذي ينزل ترانزيت ، حتى تأتي طائرته ، ولكن السؤال ، ما الذي يدفع الإنسان لكي يعيش هذه المشاعر القاتلة ، وهو في الواقع لا يعرف متى ستحين النهاية ؟ فربما تكون حياته القادمة أطول كثيرًا من الفائتة ، وحتى لو كان مصيره قد دنا ، فلماذا لا يستمتع بحياته ؟ لماذا يترك نفسه أسيرً للمشاعر السلبية ، ويتركها تنهل منه ، وتقتل أحاسيسه تدريجيًا ؟!

فما المانع من أن يُجدد حُلمه ، ويبحث عن هدف جديد ، يجعل لحياته معنى وقيمة ، وينتظر تحقيقه ويسعى لذلك ، فتجديد الحُلم يجعل للحياة طعمًا ومعنى ، ويكفي أن الإنسان يظل طيلة حياته ، يحلُم من أجل غيره ، فليس أقل من أن يحلُم لنفسه ، ويعيش من أجلها ، بدلاً من أن ينتظر لحظة الموت ، فهو في الواقع عندما يفكر هكذا ، لا يدرك أنه يموت في كل لحظة ، والأحرى به أن يعيش ويستمتع ويحلُم ، فما أجمل من أن تجدد حُلمك ، وتعيش له .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز