عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إذا تذكرت ما يَنُقصَكْ تَذَكْر كل ما تملكه من نَعَمْ !!

إذا تذكرت ما يَنُقصَكْ تَذَكْر كل ما تملكه من نَعَمْ !!

بقلم : د. حماد عبدالله

 وكعادتى اتحدث إلى نفسى من خلال حديثى لكم ، لعلنى اقتنع بما احادثكم به وأعمل انا أيضاً به ، وها هو حديثى الاسبوعى اليكم عن توقع الكمال فيما حولنا ، وضرورة تحرير أنفسنا فى الرغبة فى أن تصبح الحياة كما نتمنى وأن تنسجم الأشياء حسب تصوراتنا ورؤيتنا للحياة فلن يتحقق ذلك أبداً !!



حرر نفسك من الأمل فى أن يعمل الآخرون كما ينبغى فذلك من المستحيلات ، وأن تسير الأمور حسب النظام والترتيب الذى يترائى لك ، فذلك ضرب من الآوهام ، أرجوك لا تقيد نفسك بتصورات مثالية عن الحياة ولا تقيد نفسك بأفكار مسبقة من أن البشر سيكونون كما تشتهى ، فتصاب بخيبات أمل لا تنتهى !!

حرر نفسك من التعلق بأى شيىء يقيدك ويحد من نشاطك ، لا تربط سعادتك بالناس أو بالممتلكات !! عش وكأن العالم كله مِلكَكْ بدون أن تجعله يتسلط عليك أو يحكمك وكن على أستعداد تام للتحرر من أى شيىء بكل امتنان وفى أية لحظة .

إذا حسبت أن الدنيا ستنصفك دائماً فأنت واهم ، وإذا اعتقدت أن الناس سيكونون عادلين معك ، وأن الدنيا ستعاملك بكل حنان وموده ، وأن كل من وثقت بهم سيقفون معك عند الشدائد ، كما كنت معهم يوماً ما فأنت واهم أيضاً انظر حولك وقيم من جديد كل علاقاتك.

عش فى هذه الدنيا وأقبل على الحياة بلا توقعات حالمة بأن الأمور ستسير على ما يرام ، أنجز أعمالك وامتزج مع جموع الناس بلا اعتقاد بأن الحياة ستكون كلها "وردية" لن تخلو أيامك من قصص "محزنة وحقوق ضائعة أو خيبات أمل" فى الطريق ،  إنصف نفسك "وإنصف جسدك" وأعطه حقه "وإنصف يومك" "وإنصف جارك" وامنحهم ما يتوقعونه "وانس ان ينصفك أحد" دائماً ما دمت حياً فى هذه الدنيا!

تحقيق الكمال التام فى الحياة محال ،والرغبة فى الكمال تجلب لى الحزن لاستحالة تحقيق ذلك لذا فإنى اسعى لتحقيق افضل ما يمكن عمله الان ، ثم اجرى تحسيناً صغيراً هنا وهناك ، وكل يوم انجز خطوة إضافية نحو الأمام وأتقبل بامتنان ما انجزت وأحلم بعمل افضل يوم غد وهكذا ساصحو يوماً ما لآرى ان حياتى قد تحسنت بشكل هائل.

لا تستغرق فى التفكير ولا تقض وقتاً طويلاً فى التخطيط وتقليب الأمور ، لا تغرق فى النظريات والحديث عما ستفعله يوماً ما ولا تطل النقاش وتقضى الساعات الطوال فى التفاصيل "فتضيع أيامك ما بين خوف وشك" ، ثم تصحو وقد ذهب العمر فى الكلام بل سارع فى انجاز الأشياء واخط خطوة وافعل شيئاً ما ، وسرعان ما تجد أن" قوى الكون تتعاون من أجل مساعدتك" فى إنجاز عملك ، عش حياتك كالطائر يغادر عشه ويتوقع كل شيىء ويقبل بكل شيىء ،لا تحدق فى ذكرياتك المؤلمة ولا فى النواقص التى تفتقر إليها بل تعايش معها واعتبرها جزءاً من الحياة ،لا ترُكِزْ فى الأشياء التى تحيط بك بل تغافل عن كثير من الصغائر التى من حولك واجعلها سهلة يسيرة.

ولا تعطى المصاعب الكبيرة إهتماماً بالغاً فيصعب عليك حلها ، بل انظر اليها على اعتبار أنها امور تحصل فى حياة كل البشر وستأخذ مهلتها المحددة من الزمن ومن ثم تزول كما زالت مشاكل كانت أصعب منها.

لاتبالى بالحوادث والمنغصات ، فإذا كنت تدقق خلف كل جملة وتبحث عن كل مقولة قيلت فيك وتحاسب كل من أساء اليك وترد على كل من هاجمك فسيكون ذلك على حساب راحتك ونومك واستقرار نفسك وهدوء بالك.

لا تخض حروباً ضارية مع نفسك ، ولا تصعد مع من أراد التصعيد وادفع بالتى هى أحسن وتصرف بما هو أفضل إننا إذا فتحنا بإستمرار سجل خصوماتنا مع الاخرين فسوف نحكم على أنفسنا بالهلاك "وإذا تذكرت ما ينقصك فتذكر ما تملكه من نعم عظيمة".

ولعل مرجعى فى كثير مما أوردته لنفسى ولكم اليوم العزيز (د.م/مهدى الموسوى).

 

[email protected]

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز