الغضب الساطع ات

بقلم : محمد دويدار

كان فيه زمان اغنيه كل ما اسمعها اعيط واتأثر جامد جدا اللي هيه اغنيه فيروز زهرة المدائن وخصوصا الجزء اللي بتقول فيه " لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي سأدق على الأبواب و سأفتحها الأبواب و ستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية الغضب الساطع ات بجياد الرهبة ات البيت لنا و القدس لنا ".. بس المشكله اني وفنفس شريط الكوكتيل اللي كنت عامله كنت حاطط الاغنيه اللي وراها علطول اغنية عدوية يا بنت السلطان حِني علي الغلبان دي الميه في ايديكي وانا ماشي عطشان وطبعا الاغنيه دي اغنيه جاحده تخلي الحجر يرقص فكنت قوام بنسي القدس والانتفاضه والدموع اللي كانت نازله واقوم انا واصحابي نرقص علي بنت السلطان ونقضيها ! 

بفتكر دايما الحكايه دي كل لما بيحصل حاجه للقدس فتلاقي الكل قوام يكتب واقدسااه للقدس رايحيين شهداء بالملايين وبوستات وتويتات ومانشتات عجيبه جدا بنفرغ فيها طاقتنا وحزننا وغضبنا المكبوت جوانا بحروف بلا تأثير حروف خاليه من المواد الفعاله وحتي خاليه من الواقعيه وبعدها بدقايق بنعيش حياتنا عادي خالص وكأن شئ لم يكن وبننسي ان المنشورات العنجهيه دي مش بيقراها غيرنا احنا بس يعني اليهود مش بيخافوا منها مثلا و حتي لو قروها فالحقيقه الحاجات دي بتطمنهم جدا اننا ماشيين ع الخط اللي راسمينه لينا بالظبط وبيتأكدوا اننا فعلا بنطلع غضبنا وكبتنا في تويته أو في بوست بعيد عنهم تماما.

انا شايف ان افضل لينا نخلي وجعنا مكبوت جوانا عشان لما يشاء المولي وييجي وقت تحرير الاقصي نلاقي الغضب الساطع ات و مانبقاش ساعتها مشغولين بالرقص علي بنت السلطان !