عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رسائل السيسي من قاعدة محمد نجيب

رسائل السيسي من قاعدة محمد نجيب

بقلم : عبدالجواد أبوكب

لم يكن إفتتاح  قاعدة محمد نجيب العسكرية  مجرد إحتفال عسكري ولم تكن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي مجرد كلمة في تجمع لرموز القوات المسلحة وضيوفها، وجاء الحدث حاملا عشرات الرسائل لأصدقاء مصر قبل أعدائها وللداخل قبل الخارج، ولأبناء القوات المسلحة قبل غيرهم.
 
كانت الوحدة العربية  أولي هذه الرسائل، وهو ما عبر عنه الرئيس  عندما شكر الحاضرين وحكومات  وشعوب دولهم قائلا" إن وجود الوفود العربية في هذا الحدث دليل على الالتفاف العربي والتوحد"، وهو أمر بدا واضحا منذ لحظة إستقباله للمشاركين وعلي رأسهم سمو الشيخ  محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي الذي شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في  تقليد الأنواط العسكرية لأوائل خريجى دفعات الكليات والمعاهد العسكرية، والذي حرص وهو في بلده الثاني مصر، وفي لفتة إستثنائية رائعة علي تصوير بعض مشاهد العروض العسكرية بهاتفه المحمول.
 
أما الرسالة الثانية فكانت إستمرار مصر في مكافحة الارهاب، والتي أشار فيها الرئيس إلي إن مواجهة العدو أصبحت مختلفة عن أي وقت مضي، حيث أصبح العدو مستترًا، لا يلجأ للمواجهة المباشرة، وإنما يعتمد ترويع المواطنين، وبث الإحباط واليأس، وهو ما لن نسمح به، موضحا  أن الإرهاب ظاهرة معقدة ولعل الأمر الذي لا يمكن الصبرعليه هو دعم دول له.
 
وكانت الرسالة الثالثة موجهة إلي قطر ورفاقها  وبوضوح شديد تحمل خطا مزدوجا الاول أن مصر ضد كل ممولي الارهاب، والثانية أن أمن دول الخليج من أمن مصر، وقالها الرئيس بكل حزم"لا يمكن التسامح  مع من يمول الإرهاب بمليارات الجنيهات، بينما يتشدق في نفس الوقت بحقوق الجيرة، مؤكدًا أن ما تفعله تلك الدول لن يمر دون حساب.
 
وكان محور السلام وقناعتنا به هو رسالة الرئيس الرابعة عندما قال" مصر ستظل محبة للسلام وداعمة له، وستظل عصية علي الرضوخ لتهديدات الإرهاب ومن يقفون وراءه، وستعلو إرادة الشعب المصرية فوق إرادة أعداء الإنسانية، وإننا نقف جميعا نتشارك في البناء، وليس التدمير لا في الحفاظ علي السلام وليس بث الفرقة".
 
وعلي طريقة "قصف الجبهة"، جاءت الرسالة الخامسة مخصصة لطفل قطر المعجزة" الصبي تميم إبن أمه" خاصة عندما قال الرئيس السيسي:" لما قلنا بلاش تتدخلوا في شئوننا.. هذا أمر شرعي ومحمود" ثم حسمها موجها كلامه لتميم "خليك في حالك أحسن.. خليك في بلدك أحسن"، وهي رسالة تعني أن القادم لن يكون جيدا للصبي المارق .
 
واختص الرئيس الشهداء وخريجي الدفعة الجديدة من كليات ومعاهد القوات المسلحة بالرسالتين السادسة والسابعة، وقال موجها كلامه لأهالي الخريجين  "هنيئا لكم ولأبنائكم وبناتكم لما غرزتموه فيهم، وكل ابن من أبنائكم، مصر كلها فخورة بهم، ومصر لا تنسى أبناءها المخلصين، ولا تقابل العطاء إلا بالعطاء"، ووتوجه بالتحية لشهداء مصر الأعزاء، ووجه رسالة لأسرهم، قائلا: إن الوطن أصيل وبار بأبنائكم، ومصر وشعبها يعلمون ما تكبدتموه من آلام، وستكونون وابناؤكم محل رعاية الوطن، وستكونون دائما عوننا للأمل ورمزا للإلهام وقدوة للتضحية.
  
وجاءت الرسالة الثامنة للشعب المصري "سنده" في كل تحرك يقوم به في الداخل أو الخارج – حسب تعبيره-  الذي جاء بعفوية قائلا فيه " "هو أنا مش عارف الأسعار عاملة أزاي؟!.. لكن شعب مصر سند مصر وهو اللي بيحميها، وأن هذا الشعب العظيم لن يتخذ الإرهاب كذريعة لتعطيل حياته ومبرر لعدم الاستمرار في تحديث اقتصادنا ولتحقيق التنمية الشاملة وفي هذا الطريق، نسير بقوة وتصميم، متسلحين بمنهج علمي منظم، وإصلاح اقتصادي مدروس ومحسوب بدقة وليس عشوائيًا.. نفتح اقتصادنا للاستثمار الجاد، سواء كان مصريًا أو عربيًا أو أجنبيًا، ونتيح فرص عمل جديدة للشباب تتناسب مع معدل النمو السكاني شديد الارتفاع.. نعالج الاختلالات الهيكلية في الموازنة، ونعمل على زيادة إيرادات الدولة، لتحقيق نقلة نوعية يشعر بها كل المواطنين، في مستوى الخدمات العامة، وخاصة في الصحة والتعليم، وبرامج الحماية الاجتماعية ومحاصرة الفقر.
 
وتمثلت الرسالة التاسعة في قيمة الوفاء للرئيس الراحل محمد نجيب، أول رئيس يتولي المنصب بعد تحول مصر من النظام الملكي إلي النظام الجمهوري في معني يؤكد أن مصر في هذه المرحلة تقدر كل أبنائها وتوفيهم حقهم، ولذلك جاء التكريم في ذكري ثورة يوليو ليكون الاحتفال بقائد عظيم لم يحصل علي حقه في التقدير، مع تقدير كامل لرمز ثورة يوليو الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
 
أما الرسالة العاشرة فتمثلت في قاعدة محمد نجيب العسكرية نفسها والتي تقول لكل العالم وليس دول دعم الارهاب فقط أو الأعداء فقط، أن مصر دولة تمتلك القدرة علي الفعل وأن جيشها يتطور كأي جيش لدولة عظمي في العالم وأنه يحدث تاريخه الطويل من الاستقرار والانتصارات بالتسليح الحديث حيث كانت الميسترال "جمال عبد الناصر" أحدث قطعنا الحربية  تُشارك فى العرض العسكرى جنبا إلي جنب مع القطع التقليدية مع كتائب رجال أثبتوا خلال العروض أنهم "خير أجناد الأرض" بالاجتهاد والعمل والعلم والتضحية".



لينتهي الاحتفال بافتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية وتنتهي رسائل اليوم الرئاسة لنبقي علي أم أن تصل الرسالة للجميع في الداخل والخارج، وإلا فإن مصر القوية القادرة برئيسها ورجال قواتها المسلحة وشعبها الأصيل قادرة علي الفعل في أي مكان وزمان.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز