النمكية
بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى
كم أكره فكرة أن تقوم حياتنا على أسس نمطية ، تحركها النمكية ، فللأسف ، نحن في مجتمعنا نتمسك بشدة بكل ما هو روتيني ونمطي ونمكي ، ونظن أن ذلك هو عنوان الالتزام والجدية ، ولكن من الذكاء أن نرى ونحكم على الأشياء بنتائجها ، وليس بالصورة الشكلية المجردة .
فعلى سبيل المثال في العمل ، نحكم على الموظف الملتزم بعدد أيام وساعات حضوره ، ومدى التزامه بمواعيد الحضور والانصراف ، بغض النظر عن محصلة عمله ونتائجه . وفي الحياة نحكم على الإنسان الناجح ، بأنه متعلم ويعمل ، ومتزوج ورب أسرة ، بغض النظر عن مدى الاستفادة التي عادت عليه من علمه وعلى الآخرين ، والجديد الذي قدمه للمجتمع ، وبغض النظر كذلك عن مدى نجاحه في عمله وإحرازه لنتائج مختلفة ، ولا يهم إن كانت أسرته ناجحة ، وعنصر مفيد للمجتمع ، أم أنه مجرد رب أسرة بالاسم فقط ، ولكنه بالدفوف ضاربٌ .
حتى في الشُهرة ، فنحن نحكم على الشخص المشهور بمدى معرفة الناس له ، بغض النظر عن سبب شُهرته ، فمن الممكن أن يكون أساس الشُهرة فضيحة أو حادثة أو عمل فاشل ، ولكنه وجد صداه من كثرة تناول الناس له على ألسنتهم .
فللأسف ، نحن نمكيون في أفكارنا وتصرفاتنا وعقائدنا ، ولو استمرينا على هذا الفكر ، فسنظل مُجرد مُتفرجين لا أكثر على العالم المحيط بنا ، دون أن نُؤثر أو نتأثر .