عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الجميلات والوزارة!
بقلم
محمد نجم

الجميلات والوزارة!

بقلم : محمد نجم

فى بداية عملى الصحفى - كمحرر اقتصادى - كنت مدمن حضور الندوات والمؤتمرات والمشاركة فى الدورات التدريبية المتخصصة، حيث كنت أحاول الإلمام بما يحدث فى هذا القطاع المهم ومتابعة ما يجرى فى الأسواق، خاصة أننى خريج كلية الإعلام وبدأت عملى الصحفى كمحرر قضائى وهو ما دفعنى لدراسة القانون والحصول على ليسانس الحقوق أيضا.



وكنت أكره متابعة الصفحات الاقتصادية فى الصحف والمجلات حيث الأرقام الكثيرة والنسب المختلفة والتعبيرات الغليظة صعبة الفهم على غير المتخصصين.

ثم فوجئت بأستاذى صلاح منتصر وكان رئيس التحرير يكلفنى بالعمل فى المجال الاقتصادى بعد أن سافر الزميل السابق إلى الخارج، وبالطبع تلكأت فى التنفيذ.

ومرت عدة أسابيع وتقابلنا مصادفة وبادرنى بوصفى «أهلا بالمحرر الاقتصادى الفاشل»!

واعترضت على هذا «الوصف» غير المبرر وغير الحقيقى وتحديته وتحديت نفسى أيضا، وبدأت فى قراءة الكتب الاقتصادية وحضور الندوات والمؤتمرات، وجذبتنى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بكثرة فعالياتها ولأسباب خاصة أخرى!

فقد كانت الكلية فى أوج نشاطها العلمى حيث عميدها أستاذنا الراحل د. أحمد الغندور، ويدير مركز البحوث والدراسات بها أستاذنا د. علىّ الدين هلال، وكان حريصا على حشد عدد هائل من الخبراء والمتخصصين فى المؤتمر السنوى لمركز الدراسات بالكلية.. وكنت ألاحظ وجود نسبة كبيرة من الفتيات الجميلات بين المشاركين فى تلك المؤتمرات، ولفتن نظرى بجديتهن فى المناقشات مستعينات بالأرقام المؤكدة والمعلومات الموثقة.

وفى إحدى الجلسات سألت الجالس بجوارى: البنات الحلوة دول شكلهم ولاد ناس مالهم ومال الاقتصاد بأرقامه ومعادلاته الصعبة؟!

فأجابنى الرجل مندهشًا من سذاجة السؤال: دول مدرسات ومعيدات بالكلية.. يا أستاذ!

ولم أكذب خبرًا واقتربت منهن.. وتعارفنا، وبمرور الأيام صرت صديقا لأغلبهن وتحمست لهن كثيرًا وكتبت عنهن مقالا بعنوان «فاتنات الاقتصاد».

وكبرنا معا ومازالت الصداقة قائمة وأذكر منهن: د.نجلاء الأهوانى، ود. منى البرادعى، ود. سميحة فوزى ود. جنات السمالوطى، ود. هبة نصار، ود. عادلة رجب، ود. عالية المهدى، ود. ليلى الخواجة، ود. هالة السعيد، وغيرهن كثيرات من أجيال لامعة، حيث كانت تجمعنا معا أستاذتنا د.هناء خير الدين فى ندوات المركز المصرى للدراسات الاقتصادية.

ومرت الأيام والسنوات وحصلت أغلبهن على ما يستحقون من مناصب لكفاءتهن وجديتهن، حيث تولت كل من د. منى البرادعى ود. عالية المهدى ود. هالة السعيد عمادة الكلية، ود. سميحة فوزى وزارة التجارة والصناعة، ود. نجلاء الأهوانى وزارة التعاون الدولى، ود. هبة نصار نائب رئيس جامعة القاهرة، ود. ليلى الخواجة عضو مجلس إدارة البنك المركزى، ود. عادلة رجب نائب وزير السياحة.

وأثبتت «فاتنات الاقتصاد» جدارتهن وكفاءتهن فى تولى المناصب العامة، وخاصة عمادة الكلية أو الوزارة وأعتقد أن ما تركه بعضهن من بصمات فى منصبى العمادة أو الوزارة كان سببا للتوسع فى إسناد الوزارات لآخريات.

ولدينا حاليا أربع وزيرات فى الاستثمار، والتأمينات والمصريين فى الخارج، والتخطيط، منهن الصديقتان د.سحر نصر وزير الاستثمار والتعاون الدولى، ود. هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإدارى وكريمة الوزير الأسبق المرحوم حلمى السعيد، ومعهما النشيطة د. غادة والى كريمة أستاذى د. فتحى والى عميد حقوق القاهرة الأسبق.

وبصراحة شديدة لقد أثبتت الوزيرات الأربعة كفاءة وجدية ملحوظة فى إدارة الملفات المهمة العاجلة فى مجال عمل وتخصص وزارتهن، بل إن بعضهن تفوقن على من تولى المنصب من الرجال!، وهو ما يكشف ويؤكد أن النجاح لا يأتى صدفة، وإنما يسبقه «مشوار» طويل من الجدية والعمل المتواصل، وأيضا الرغبة الشديدة فى خدمة البلاد والمساعدة الجدية فى حل وإنهاء بعض ما تعانيه من مشاكل مزمنة أو آنية.

qqq

أقول ذلك.. بمناسبة ما رأيته ولاحظته أثناء لقائى وزملائى أعضاء شعبة المحررين الاقتصاديين بالدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى الأسبوع الماضى، فالوزيرة تعمل بنظام «Team work» لديها نائبان وعدد من المساعدين، كل منهم مسئول عن ملفات محددة يلتقون فى اجتماعات دورية للتنسيق ومتابعة التنفيذ.

كما أنها تهتم بالتفاصيل ولا تكتفى بالخطوط العريضة أو العناوين المطاطة، وإنما تحرص على أن يتم العمل من خلال «خطة» واضحة بمواعيد زمنية، سواء كانت شهرية أو أسبوعية أو حتى يومية، المهم أن يتم الإنجاز على الوجه الأكمل وفى الموعد المحدد.

كما لاحظت أيضا أن هذا «الفريق» يراعى التنسيق مع الوزارات الأخرى مثل المالية والاستثمار والصناعة والتجارة، كما لا يعمل بمعزل عما يجرى فى الأسواق وما يحدث فى الشارع.

وقد حرصت الوزيرة على حضور أعضاء فريقها ومعهم مدير معهد التخطيط الجديد لقاءها بالمحررين الاقتصاديين، حيث كان كل منهم يساهم بالإجابة عن ما نطرحه من أسئلة واستفسارات.

وقد خرجنا من هذا اللقاء مطمئنين على حاضر ومستقبل الاقتصاد المصرى وما يحدث به من تغيرات إيجابية تؤكدها المؤشرات الرئيسية، حيث ارتفع معدل النمو فى الناتج المحلى فى الربع الثالث من العام المالى الحالى إلى 4.3% مقارنة بـ 3.6% فى الفترة المقابلة من العام السابق، وذلك بسبب نمو النشاط السياحة بنسبة 80%، وقطاعى الاتصالات والتشييد والبناء بنسبة حوالى 11%، والنقل والتخزين بنسبة 4.5%.

كما شهدت الفترة المشار إليها أيضا ارتفاع معدل الاستثمار إلى 17%، وانخفاض عجز الموازنة إلى 10.5% مقارنة بنسبة 12.5% فى الفترة المقابلة من العام السابق.

qqq

لقد نشر زملائى تفاصيل اللقاء بالصحف والمواقع الإخبارية ولم يبق لى سوى شكر الوزيرة د. هالة السعيد وأعضاء فريقها ومنهم د. صالح ود. خالد، ود. علاء والأستاذة نيفين ود.نهال والصديقة د. نعايم زغلول.

وإلى لقاء آخر.. إن شاء الله.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز