عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فكرى أباظة باشا وسعد زغلول وروزاليوسف!

فكرى أباظة باشا وسعد زغلول وروزاليوسف!

بقلم : رشاد كامل

أتمنى لو قرأ أعضاء مجلس النواب مشوار الكاتب الكبير الأستاذ «فكرى أباظة» عندما كان عضوا بمجلس النواب.. وأظن أن فى مكتبة وأرشيف مجلس النواب كل المحاضر التى تسجل كلمات وآراء وملاحظات واستجوابات النواب منذ نشأته فى زمن الخديو إسماعيل.



وإليكم وإليهم هذه الوقفة المهمة، فقد أقام الحزب الوطنى القديم - حزب مصطفى كامل ومحمد فريد - احتفالًا ضخمًا فى ذكرى مؤسسه الزعيم الشاب «مصطفى كامل»، وفى هذا الاحتفال وقف «فكرى أباظة» - عضو مجلس النواب - وخطب فى الحاضرين وهاجم «سعد زغلول» زعيم الوفد بقسوة كما هاجم البرلمان هجوما عنيفا ولاذعًا!!

وبطبيعة الحال فقد نشرت الصحف هذا الهجوم والانتقاد وعندما دخل «فكرى أباظة» مجلس النواب فى اليوم التالى فوجئ بنواب المجلس يهاجمونه هجوما عنيفا، ويطالبون رئيس المجلس «سعد زغلول» بتوجيه اللوم إلى النائب فكرى أباظة لأنه هاجم زملاءه النواب وهاجم البرلمان الذى هو عضو فيه عن الحزب الوطنى!

وحسب شهادة الاستاذ الكبير «مصطفى أمين» فقد فوجئ فكرى أباظة بالزعيم «سعد زغلول» يقول بصوته الجهورى:

- لا أسمح بهذا! - وسكت العضو - واستمر «سعد» يقول:

- مجلس النواب لا علاقة له بما يقال خارجه، وإذا أصر أحد أن يعاتب «فكرى أباظة» على شىء قاله خارج المجلس فليعاتبه خارج المجلس وأصر «سعد» على موقفه!! برغم أن ما فعله «فكرى أباظة» كان مخالفا للائحة الداخلية ويستحق المؤاخذة.

وخجل فكرى من نفسه، ووصف ما فعله «سعد» بأنه مجاملة قاسية وقبلة قاتلة، وذهب إلى «سعد» فى مكتبه كرئيس للمجلس وقال له بلباقته المشهورة:

- نحن الشبان الناشئون المغرورون ماذا نفعل إذا لم نرتفع فوق أكتاف العمالقة؟! إننا نحاول أن نختلس منكم شيئا من المجد ليعرفنا الناس! سيقولون إن «فكرى أباظة» الصغير هاجم سعد زغلول الكبير، فأستفيد أنا، ولا يضيرك هذا فى شىء، فهل تبخل علىّ بهذا الشىء البسيط؟!

وضحك «سعد زغلول» وقال لفكرى «غلبتنى؟!»

ولم يكن فكرى أباظة غائبا عن بال السيدة «روزاليوسف» فعندما قررت إصدار جريدة «روزاليوسف» اليومية عام 1935 وبدأت تفكر فى اسم رئيس التحرير الذى يمكن أن تستعين به كان «فكرى أباظة» هو أول من خطر على بالها وتقول فى ذكرياتها:

«وفعلا اتصلت به وعرضت عليه العمل ونظر إلى «فكرى» مندهشا لا يكاد يصدق إننى أقدم على هذا العمل، ولما أزلت دهشته قال إن الجريدة ستكون وفدية طبعا، وأنه كعضو فى الحزب الوطنى لا يستطيع أن يكون رئيس تحرير جريدة يومية تنطق بلسان الوفد، وقلت إن الجريدة وإن كانت ميولها وفدية إلا أنها مستقلة إلى حد كبير، والوفد كالحزب الوطنى يتزعم مقاومة إنجلترا التى نتفق جميعا على معاداتها ولكنه تمسك بموقفه وا    عتذر مرة أخرى».

ومع ذلك فقد كتب «فكرى أباظة» عشرات المقالات المهمة على صفحات «روزاليوسف» مدافعا ومساندا لها فى كل معاركها خاصة عندما أصبح نقيبا للصحفيين.

ولم يكن «فكرى أباظة» يخفى إعجابه «بروزاليوسف» السيدة والمجلة، وكثيرا ما كان ينتهز فرصة احتفال المجلة بعيد ميلادها فيكتب لها مقالا احتفالا بها، وكان يصفها دائما بالقول «مجلة شجاعة وصحفية شجاعة» وفى أحد هذه المقالات يقول: «المجلة الأصيلة هى المجلة التى لا تتأثر بالزمن - ولا بالعمر - ولا بالسن - ولا بالأحداث، هى المجلة التى كلما «امتحنت» اجتازت الامتحان بنجاح والامتحان فى دنيا الصحافة عسير، قاس، شاق، كلما اقتطعت من الزمن أعواما اشتدت وقويت وتدعمت بفضل التجارب والمآزق والمحن، وكلما ضحت وعانت وشقيت كلما صمدت وكافحت وزحفت.

تلك هى المناعة الصحفية رأس مال هذه المجلة الاصيلة التى نوجه إليها فى عيد ميلادها الجديد - وقد أوشك أن يقترب من ربع القرن - تهانينا وإعجابنا ودعواتنا بالتوفيق وبرعاية كاملة من الله».

وما أجمل ذكريات كبار نجوم الصحافة!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز