عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإدراك نعمة أم نقمة؟

الإدراك نعمة أم نقمة؟

بقلم : طارق العكاري

كلما تقدم بنا العمر زاد الإدراك واتسعت دائرة المعارف العامة والشخصية وارتفعت الخبرة إلى مستويات أعلى في فنونكيفية التعامل مع الآخرين وهي نعمة من الله سبحانه وتعالى أن أعطانا قدرات على الإلمام بالعلم والمعلومات العامة والخاصة وحفظها في الذاكرتين السطحيه و السحيقه و توقيت استدعائها.



وقد تصل مستويات الإدراك في أوقات كثيرة إلى حدود تصبح فيها النعمة نقمة، فترى كل ما حولك يحتاج إلى إصلاح جذري وتخاطب عقلك بخطاب شديد اللهجة. كيف يتركون هذا؟ وما الذي أوصلنا إلى هذا الحال؟ وكان ينبغي أن يكون الحل هكذا من البداية والإصلاح يبدأ من كذا وكذا في حين أن الاشخاص ذوا الاعمال البسيطه والتربيه  التعليم الغير مكتملين–كلالمهن شريفة ولا ينتقص من قدر من يعمل بها شيء – يجلسون بدون ان يُجهدو اذهانهنم بأشياء كثيرة حولهم ولا يعبأوا إلا بيومهم كيف يسير أو سوف يسير فهؤلاء أصحاب النعمة يعيشون أيامهم بدون أن يغوصوا في بحر التفاصيل ودراسة القرار ووضع الخطط وجلد الذات على عدم الإلتزام بالخطة أو عدم تحقيق الأهدافويقبعون على قراءات لوضع حسابات ماذا لو حدث كذا فما أنا بفاعل. اصحاب هذه النعمه لا يشغلون بالهم بشخصيات أولادهم كيف ستكون وكيف يمكن أن يقوموا ببناء شخصية قادرة على التعامل مع المجتمع برفق وبدون محاولات مستميتة لضبط النفس يومياً. و بالطبع العلم ليس هو القائد فى معركه الادراك فقد تجد من هو غير متعلم و لكنه إن تحدث لوجدنا سياسى بارع او اقتصادى بدرجه دكتوراه من مدرسه الحياه للاقتصاد. إن قدرة الخالق سبحانه وتعالى في خلقنا أطيافاً وقبائلتستحق أن نتفكّر ونتدبر أمورنا على قدر إدراكنا الذي أنعم الله علينا به فهو من ضمن الأربعة وعشرون قيراطاً عطايا.

جلست منذ أيام لأشاهد و اتعلم من الفتى القوي المصرى ياسين الزغبي(ربنا يحميه) لأتفكّر ماذا أعطى الله هذا الفتى وماذا أعطانا؟ هل يجب أن نتخيل أن أحد منا – لاقدر الله – فقد ساقه أو بصره أو أحد ذراعيه؟ هل تفكّرنا ماذا سيكون رد الفعل قصير المدى و البعيد من دواخلنا؟ لماذا لم يتضمن أو حتى يتخلل كل هذا التفكير منا كمتعلمين أو مثقفين في خطط المستقبل ورسم سيناريوهات العمل وكيفية الحصول على العلم للتدرج فى المناصب التفكير فى الحوادث؟ هل وضعنا يوما فى اعتباراتناأى من هذه السيناريوهات، أن نُبتلى لا قدر الله بعجز؟ وهل عند الإبتلاء و بعده سنكون كياسين؟ هل سنُبدع بأفكارانا لنتوصل إلى فكرة مثل فكرته كأن يطوف بدراجته الغير بخارية مناطق الدلتا والاسكندرية لبحث شكاوى المواطنين؟ وهل هذه الأفكار المبدعة كانت نتيجة "بتر ساقه"؟ بماذا كان يشعر ياسين أول أيام المؤتمر وهو يسير بخطى واثقة باسمة إلى مقعده بالصف الأول بجوار رئيس الجمهورية؟ إنظروا إلى إبتسامة هذا الفتى الواعد ونظرات عينيه أثناء توجهه إلى المؤتمر. ستجدون الرضا عن ما أعطاه ربه وستجدون رضا ياسين عن نفسه وعن ما فعله. بالطبع لا اتحدث عن افتراض السئ و درجات الايمان بما كتبه الله و انما اتحدث عن حتمية تذكير انفسنا بنِعَم الله علينا و دوامها و تجهيز النفس بالتقوى حتى إذا حدث لنا لا قدر الله مكروها نصبح كياسين زغبى.

إن إدراك ياسين لم يصل إلى مرحلة النقمة مازال نعمة أدامها الله عليه. أما من وصلوا إلى إدراكاً يجهد العقل والبدن ويرهق النفس والروح و تصوروا أنهم الملاك الوحيدون للصح و الخطأ  فأدعوهم إلى النظر إلى خطوات ياسين. وقد أمرنا الله أن نُرح أنفسنا من الهم بعد التدبير فمن يرون القادم أسوأ دائماً بلا نقاط إيجابية فهم ممن توعدهم الله بتعب البدن والعقل ومن يرون القادم أحسن رغم سلبيات المجتمع فهم من وعدهم الله براحة العقل والبدن.

يحتاج كل منا إلى وقفة جريئه صادقه لإعادة تقييم أرائنا ورؤانا فيما يحدث حولنا ولا عيب أن نثنى على شئ و نشجب و ندين و ننقد شئ اخرفنحن لا نبحث عن تصنيف و لا نبتغى تصنيف الآخرون لناحسباعتيادهم علينا بالمعارضة والنقد أو بالمساندة والطبل.المبتغى يُفترض ان يكون الحكم الذاتى على انفسنا على قدر ما أُعطينا من إدراك.

لا أخص بهذه الكلمات من يعرفون حقيقة الأمور ويتبارون ابتكارا مُضللا في وضعها في غير صورها الحقيقيه و هم يعلمون حقيقتهالا لشئ إلا لتؤيد إتجاهاتهم او لتقربهم خطوات من مراكز ماليه او سلطويه، فهؤلاء المنافقون وهم في الدرك الأسفل من النار.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز