عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هي دى مصر!
بقلم
محمد نجم

هي دى مصر!

بقلم : محمد نجم

حاولت أغالب دموعى وأمنعها من السقوط، ولكن تماسكى المصطنع خذلنى وأغرورقت عينى فرحًا وأنا أتابع بداية مؤتمر الشباب بالإسكندرية وخاصة لحظة دخول الشاب الجميل ياسين الزغبى إلى القاعة، وحرص الرئيس السيسى على حسن استقباله واحتضانه وإجلاسه على شماله، بينما سبقته الفتاة المتفوقة مريم فتح الباب بالجلوس على يمين الرئيس.



وهتفت منفعلًا.. «ياجمالك.. يامصر»

جمالك فى احتفاءك بالنماذج المشرقة من شبابك ورد الجناين عماد المستقبل.

 وجمالك فى حكمة قادتك وإحساسهم العالى ودعمهم المتواصل للمتميزين من شبابك.

هتفت منفعلًا.. «يا جمالك يا مصر» وكنت مازلت مشحونًا بالإعجاب والفخر بما قام به أحد مغاوير الجيش المصرى من الصعود بدبابته على سيارة تحمل إرهابيين وكمًا كبيرًا من الأسلحة والمتفجرات.

نعم.. استسلمت لانفعالاتى وغنيت «دول مين.. ودول مين»! دول المصريين.. أبناء العمال والفلاحين!

فهذا البطل المصرى قائد الدبابة لم يفكر فى نفسه ولا فى أولاده، وغلبت عليه شهامته.. محدثًا نفسه: كيف لهؤلاء الإرهابيين الضالين يتجرأون علينا فى وضح النهار بهذا الفجور؟ فكان لابد من إجراء وردة فعل تتفوق على تلك الجرأة وهذا الفجور!، فكان القرار السريع بالركوب عليهم وأيا كانت التداعيات، حتى يكونوا عبرة لغيرهم، وليعلم كل من يشاهد فيديو الحادث فيما بعد.. ماذا يمكن أن يفعل المصريون مع من يتجرأ عليهم؟

وتلك الشابة الجميلة الوديعة التى تغلبت على ظروفها المعيشية والاجتماعية الصعبة، وصممت على التفوق على أقرانها من شباب الكافيهات والمنتجعات السياحية الفخمة وقاعات الديسكو!

لقد أثبتت مريم فتح الباب بتفوقها فى الثانوية العامة أن بنات مصر «رجالة»! وأن النجاح والتفوق لا يحتاج إلى مال وفير أو
أسرة عريقة أو منصب رفيع، وإنما إلى عزم وجدية.. عملًا بقول الله سبحانه فى كتابه العزيزأنا لانضيع أجر من أحسن عملا
وأيضًا تلك الشابة الناعمة ربة الوجه الصبوح التى لم تمنعها إعاقتها الجسدية من التفوق أيضًا فى الثانوية العامة، متخطية بمجموعها الآلاف من شباب «الجيم» أصحاب العضلات المنفوخة!

ثم هذا «الأيقونة» المبتسم دائمًا الراضى بقضاء الله المصمم على مواصلة الكفاح فى الحياة.. ياسين الزغبى، الذى أصيب فى إحدى قدميه واضطر لتركيب ساق صناعية، لم ييأس.. وركب دراجته وطاف بها مئات القرى والكفور يسأل الناس بماذا تحلمون؟ وماذا تريدون من المؤتمر والرئيس والدولة المصرية بصفة عامة، ثم جمع ما توفر له من إجابات وعرضها على منظمى المؤتمر وعلى الرئيس: هذا «نبض» الشعب يا أولى الأمر منا.

حبيتك يا ياسين وفخور بيك.. أنا وكل المصريين.

qqq

لقد ذكرنى الشباب المتميز فى مؤتمر الإسكندرية بالمقولة الشهيرة للفنان محمود ياسين فى فيلم «الصعود إلى الهاوية» عندما تمكن من استدراج الجاسوسة الخائنة وتركها تنظر من شباك الطائرة العائدة إلى مصر.. إلى الأهرامات.. وتمثال أبو الهول.. عنوان العراقة المصرية.. وحارسها المهيب.. هى دى مصر.. يا عبلة!

نعم.. هى دى مصر التاريخ والعراقة، مصر الولادة.. مصر التى إن مات فيها شهيد سارع ابنه بالإعلان «أنا مشروع شهيد» كما رأينا فى احتفالات الشرطة الأخيرة.

ومن ثم دائمًا اتساءل: ماذا يفعل النمل مع الفيل؟ وماذا يحدث للنمل إذا تحركت قدم الفيل وداست على جحر النمل؟

لقد ضرب الرئيس أمثلة لبعض المقارانات التى تكشف عن حجم مصر وحجم غيرها من النمل الذى يحاول «قرص» الفيل!

وفى رأيى أن ما يحدث.. هو «عبث» من بعض أجهزة المخابرات الدولية.. لتشغلنا نحن العرب بخلافاتنا وتعمق الفرقة بيننا، يساعدهم على ذلك رعونة وعدم خبرة بعض حكام بعض «الدويلات» العربية التى حاد قادتها عن الصواب وسلموا رقابهم لشياطين اليهود والفرس والأتراك والأمريكان وغيرهم.

أفيقوا.. يا من تخضعكم «لحظتكم» فلا التاريخ ولا الجغرافيا تساند ما تدعونه أو تحاولونه من أدوار سوف تذهب جفاًء!

مرة أخرى.. مصر التاريخ والجغرافيا والحضارة والثقافة والعلم، أبناؤها خير أجناد الأرض وعلماؤها رواد التقدم فى كل مكان وفى مختلف المجالات.

هى أيضًا مصر التى قال على لسانها شاعر النيل حافظ ابر اهيم.. وهو صادق فيما قال:

أنا إن قدر الإله مماتى

لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى

حفظ الله مصر..وألهم بعض اشقائها الرشد والصواب

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز