عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
جدل كبير حول الحمير !

جدل كبير حول الحمير !

بقلم : محمد يوسف العزيزى

( .. مصر بها أعداد كبيرة من الحمير ) .. هكذا قال النائب سيد حسن وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب الموقر مضيفا أنه لا توجد مشكلة في تصدير الحمير والبغال الحية للدول التي تطلب استيرادها من مصر ، وكانت وزارة الزراعة اقترحت تصدير الحمير والبغال الحية إلي بعض الدول الآسيوية ، وبناء عليه قامت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بإعداد دراسة لتصدير الحمير والبغال الحية إلي الصين واستطلاع رأي دار الإفتاء في الأمر .



الاقتراح أثار جدلا بين النواب في لجنة الزراعة والري ووصفته بعض الصحف بالأزمة .. ( أزمة تصدير الحمير ) ، كما أن استطلاع رأي دار الإفتاء في الأمر أثار كثير من السخرية  علي شبكات التواصل الاجتماعي حول أهمية الفتوى في تصدير الحمير الحية ، والفرق بين تصديرها حية أو مذبوحة ، وأدلي كل متابع علي السوشيال ميديا بدلوه ، واستند إلي قول فقيه أو شيخ ، واجتهد البعض منهم في البحث عن تفسير لبعض آيات القرآن ليؤكد به ما يري في الأمر ! واستند البعض الآخر لأحاديث نبوية أو بعض روايات عن الصحابة في هذا الشأن والتي تتناول كلها أكل لحم الحمير وما إذا كان حلالا أو حراما .. ليس من بين كل الفتاوى ما يحرم أو يحلل تصديرها لمن يطلب استيرادها سواء أكلها أو استخدمها في الصناعة أو الدواء أو ما شابه ذلك .

بعيدا عن ( ألهري ) الذي دار علي شبكات التواصل وفي وسائل الإعلام المختلفة ، وبعيدا عن انصراف الناس عن القضايا المهمة التي تؤثر عليهم وعلي حياتهم ، وبعيدا عن طلب الفتوى من الإفتاء بعد الجدل الواسع حول أكشاك الفتوى في محطة المترو وما صاحب ذلك من سخرية من البعض واستخفاف من البعض الآخر والنيل من هيبة الأزهر ..

ألم يكن من الأفيد أن يناقش نواب البرلمان ما ينغص علي الناس حياتهم بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني الذي لا يتوقف والذي دفع الناس لأن يكلموا أنفسهم في الشارع والعمل والبيوت ، وجعل صدروهم ضيقة حرجة كأنها تصعد في السماء !

وألم يكن من الأهم أن يسرع نواب البرلمان في مناقشة اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار الذي يُضرب به المثل في التباطؤ والبيروقراطية حتى يتمكن الاستثمار من الدخول إلي السوق وخلق فرص عمل للعاطلين !

وألم يكن من الضروري أن يصمم نواب البرلمان علي الانتهاء من قانون الإدارة المحلية حتى يمكن أن نواجه الفساد بجيل جديد من الشباب قادر علي التصدي له بعد أن تجاوز كل حدود المنطق والعقل في غياب الرقابة والمتابعة والمساءلة !

وألم يكن من الأجدى للنواب مناقشة الحكومة للإسراع بتشغيل المصانع المتوقفة والمتعثرة حتى تستوعب جانب من البطالة ليزداد الإنتاج فتزداد دخول الناس فيتمكنون من شراء ما يعينهم علي الحياة طالما أن جنون الأسعار لا يتوقف والحكومة عاجزة عن إيقافه !

هل يعاني نواب البرلمان من الفراغ فقرروا صناعة أزمة بسبب تصدير الحمير والبغال ؟ هل استطاع نواب البرلمان من الضغط علي الحكومة للبحث عن حل لأكوام القمامة في الشوارع ، وعن حل لتعدي أصحاب المقاهي واغتصابهم لحق المواطن في السير علي أرصفة آمنة ، وعن حل لاحتلال نصف نهر الطريق بفرش (الترابيزات ) والكراسي لرواد المقاهي وتعريض حياة المواطنين لخطر الموت ..  وهل حاسب النواب في دوائرهم رؤساء الأحياء علي إهدار المال العام بخلع الأرصفة وتجديدها بلا سبب غير الفساد ، وعلي رصف شوارع ثم تكسيرها بعد وقت قصير لإصلاح ماسورة مياه أو كابل كهرباء !

يبدو أنه لم يبق غير الحمير لتضييع الوقت والجهد في جدل حول تصديرها من عدمه .. خصوصا والحمير في مصر كثيرة !

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز