عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
(أ ش أ) .. وعهد جديد من الصدارة

(أ ش أ) .. وعهد جديد من الصدارة

بقلم : عبدالجواد أبوكب

قبل سنوات قليلة، وبالتحديد في العام الأسود الذي حكم فيه الإخوان مصر، حاولت الجماعة هدم  المؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة سواء ماسبيرو أو المؤسسات الصحفية القومية، ونال كل مؤسسة ما نالها، علي أن وكالة أنباء الشرق الأوسط كان لها خطة منفصلة بإعتبارها الوكالة الرسمية للدولة منذ تأسيسها، وكان صلاح عبد المقصود وزير الاعلام الاخواني وقتها هو عراب الخطة والقائم علي تنفيذها.



كان صلاح عبدالمقصود ينفذ الخطة بحماس منقطع النظير، وكان البديل الذي تمثل في "وكالة الأناضول" والتي كان  يتم دفعها دفعا من قبل عبدالمقصود ورئيسه مرسي وعشيرته، لتحسب البساط من تحت أقدام  وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" التي بدأ دورها الرسمي يغيب شيئا فشيئا حتي أصبحت وهي صاحبة التاريخ الطويل  تبث أخبارا محلية عن مصر والحكومة المصرية نقلا عن وكالة"الأناضول".

 والأخطر أن أخبار الدولة  السرية والاستباقية والتمهيدية للاحداث وعنها إلي الوكالة  حديثة العهد بالتواجد الفعلي في مصر،ثم جاءت زيارة صلاح عبدالمقصود الي تركيا لتضع النقاط علي الحروف وتزيل أي لبس حول حقيقة وضع"الاناضول"في مصر حيث التقى الوزير والوفد المرافق له بالسيد كمال اوزتورك رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الأناضول والمسئولين بالوكالة و شكر أوزتورك الوزير على دعم مكتب الوكالة بالقاهرة وقال إن هذه المساندة أسهمت في زيادة تقوية العلاقات بين البلدين.
 
وقال وزير الاعلام صلاح عبدالمقصود يومها تصريحه" الفضيحة" الذي وصف فيه وكالة أنباء الاناضول بأنها وكالة شقيقة ويعتبرها مع وكالة أنباء الشرق الأوسط القوة الناعمة  لمصر وتركيا، وكان التصريح كافيا لنعرف حجم المؤامرة علي الوكالة الأهم ليس في مصر فحسب ولكن في الشرق الأوسط كله، حيث ساوي الوزير الاخواني بينها وهي الكيان العملاق، وبين "دكانة تركية" يقوم عليها بعض الهواة في الاعلام.
 
ورغم أن رحيل الاخوان لم يغير الأوضاع كثيرا في الوكالة التي عانت بعدها من سوء إدارة ربما كان الأبرز منذ تأسيسها، حيث تدهورت أحوالها وانكمشت قوتها وغابت عن الصدارة كليا وكأنها موقع إخباري صغير، رغم أنها كانت الابرز في الشرق الأوسط وواحدة من الوكالات الكبري علي مستوي العالم، وتضم مئات الزملاء الأكفاء من خيرة الصحفيين في مصر بل والعالم أيضا ولها شبكة تغطية واسعة حول العالم ولعبت دورا وطنيا لخدمة الأمن القومي المصري حتي لو اختلفنا علي آدائها في بعض الفترات،لكنها تمثل أرضية خصبة صالحة للانطلاق والتحليق وقادرة علي المنافسة اذا ما منحت والعاملين بها فرصة حقيقية وأزيل عنها قيود الاعلام القومي التي تكبلها وتقتل الطاقات الابداعية لدي صحفييها الذين كاموا ومازالوا تسرق جهودهم وتنسب لأماكن أخري لأنها لا تنافس كما ينبغي.
  
ولأنني كنت واحدا ممن واجهوا عبث الاخوان بحق وكالة أنباء الشرق الأوسط وقت توليهم الحكم، وانتقدت أوضاعها في السنوات السابقة وغياب دورها في خدمة المهنة والأمن القومي المصري، لكنني تابعت بكل فخر خلال الفترة القليلة الماضية والتي بدأت عقب تولي الكاتب الصحفي علي حسن أحد نجومها الكبار مسئولية الادارة ورئاسة التحرير، وبعد أقل من ثلاثة شهور علي توليه المسئولية، بدأت ملامح التطوير وإعادة الوكالة إلي مربع الصدارة مجددا تتضح جلية للجميع.

فعلي مستوي المهنة أعاد الأستاذ علي حسن ترتيب البيت من الداخل وإستدعي المهارات الكامنة من القاع إلي سطح العمل، ومنح الكبار القيمة التي يستحقونها، ولم يغفل النابهين من الأجيال الجديدة، وأنهي للأبد سياسة الـ"سمك ..لبن..تمر هندي" التي كانت تدار بها الوكالة حتي فترة قريبة، وجدد الدماء في الأقسام المختلفة، وأعاد سياق العمل إلي نظام العمل العالمي للوكالات حيث السرعة الشديدة والدقة المتناهية والمصداقية الكاملة، وبدا الانضباط ملمحا وعلامة في الوكالة كما كانت في عصرها الذهبي، فبدأت تستعيد سمعتها المهنية في الداخل والخارج.
 
وعلي مستوي الأمن القومي ومصلحة الوطن العليا بدأت الوكالة تتنتشر في دائرتها الدبلوماسية والسياسية في الداخل مع السفارات والخارج مع الدول، وبدأ الكبار يتوافدون علي زيارتها أثناء تواجدهم في القاهرة سواء كانوا مسئولين كبار أو وزراء إعلام لدول صديقة في إتجاه يؤكد عودتها سريعا للاتجاه الصحيح.

أما علي المستوي الانساني فقد عادت أجواء الأسرة الواحدة تسيطر علي الآداء داخل الوكالة، وكان تقدير الرواد بداية أكثر من رائعة لذلك سواء من خلال تواجدهم في الوكالة أو تقديرهم فعليا وهو الأمر الذي بدأ بالكتاب الكبار في الوكالة وكان آخره إفتتاح قاعتين، حملت الأولي إسم  الرائد في المهنة والكاتب الكبير  ورئيس مجلس الادارة والتحرير الأسبق، الأستاذ محمد عبدالجواد مؤسس وكالة أنباء الشرق الأوسط  وأول صناع نهضتها، وحملت الثانية إسم الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ عبدالله حسن رئيس مجلس الادارة والتحرير الأسبق ووكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة ، في تقليد يحاول رئيس مجلس الادارة والتحرير الحالي الأستاذ علي حسن يؤكد به أن عصرا جديدا من نهضة الوكالة قد بدأ، وأنه إمتداد لعصرين يعتبرهما المتابعون في المهنة هما الأفضل في تارخ الوكالة ، وننحن من جانبنا نتمني كل تقدم وإزدهار لوكالة  كانت ذراع مصر القوية في الداخل والخارج ، وستعود بإذن الله وجهد أبنائها المخلصين لتعلب دورها كاملا في خدمة المهنة والوطن.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز