د. حماد عبدالله
بداية معرفتى بواحات مصر الغربية
بقلم : د. حماد عبدالله
تعود علاقتى بالواحات الغربية فى المحروسة حينما كنت طالباً فى المرحلة الثانوية كان من المنتشر فى هذة الحقبة من الزمن للشباب فى سن السادسة عشر وحتى العشرون أن يمارسوا نشاط "AUTO STOP " "اوتو ستوب" وكنا نجهز انفسنا فى الاجازات الصيفية لهذة الرحلات حيث كان جهاز الشباب فى ذلك الوقت من نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات يعتمد دفتر يحملة الشباب.
يجمع فية أختام ومواعيد وصولة الى نقاط شرطة المرور على الطرق الزراعية والصحراوية وكذلك مديريات الشباب فى المحافظات ليؤكد وصولة وحصوله على اكثر من 1500 كيلو متر فيكون من حقه السفر ضمن بعثة شباب الى معسكرات صيفية على نفقة الدولة فى الدول الصديقة أذكر منها الأتى تشيكوسلوفاكيا ، يوجوسلافيا، المانيا الشرقية وغيرها من الدول التى تدخل فى هذا الاتفاق نحو تبادل الطلاب من خلال رحلات الاوتوستوب .
ووصلت فى احد هذة الرحلات الى مدينة الخارجة عاصمة واحات مصر الغربية والتى اخذت اسما جديدا لها عام 1958 (الوادى الجديد) وكانت رحلتى الاولى لها وانا شاب صغير يبحث عن وسيلة لتجميع اكبر عدد من "الكيلو مترات" ليفوز برحلة خارج البلاد!
فلم يشدنى كل ما رأيتة وأثار اهتمامى فى كل انحاء مصر ولكن حينما وصلت الخارجة راعنى طول الطريق الغير ممهد حوالى (250 كيلو متر من اسيوط ) وكذلك بدائية الحياة هناك وكأننى قمت بزيارة متحف جغرافى بشرى كل شئ قديم قديم جدا !!
ومرت السنوات حتى عودتى من ايطاليا بعد حصولى على درجة الدكتوراة فى العمارة سنة 1976 وشغلت وظيفة مدرس تصيم بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان وعدت بذاكرتى وشوقى الى منطقة واحات مصر وفى سنة 1979 كانت رحلتى الاولى واسميتها بالرحلة (العلمية) للمنطقة.
وبدات فى تجميع مادة علمية عن المنطقة والحرف التى يشتغلون بها ولم يكن جهاز التليفزيون قد وصل بعد الى تلك المنطقة مما اعتبرتة حافزا لتجميع المعلومات وتسجيلها ونشاط السكان قبل "تلوثها" من المدخل العصرى وهو التليفزيون وهو ما تحقق فعلا بعد وصول البث التليفزيونى هناك ..
وكانت خطوتى الاولى والتى إخترت لها ان تكون جادة بان اسجل هذة الدراسة التى سابداها بدرجة دكتوراة الفلسفة فى الفنون التطبيقية وعدت الى الواحات من الشمال حيث الواحات البحرية وهى تتبع اداريا محافظة (375جنوب غرب مدينة الجيزة) وتشمل الباويط والعجوز ، والحارة ، ومنديشا والزابو ، والقصر ثم إلى الجنوب حوالى 280 كيلو حتى واحة الفرافرة.
( وتتبع إداريا الوادى الجديد ) ثم 250 كيلو متر جنوب غرب الفرافرة الى واحة الداخلة وهى قلب الواحات الفعلى والنابض بالحياة وتشمل ، بلاط ، موط ، سمنت ، القصر بشندى وتنيدة ، والمزوقة ، والرشيدية والزيان ثم 200 كيلو جنوب شرق حتى واحة الخارجة.
وتشمل كل قرى التهجير بعد سنة 1958 وهى أبو طرطور ، والمحاريق ، والمنيرة ، وبغداد وفلسطين ، حتى واحة باريس 90كم جنوب الخارجة بعد دوش وبعدها بحوالى 70كم تقع منطقة ( توشكى ) الان !!
ووقع أختيارى على واحة الباشندى 180كم شمال الخارجة التى تبعد عن أسيوط 220 كيلو التى تبعد عن القاهرة 550 كيلو متر .. منتهى عمق الواحات (جغرافيا).
وكان السكان حوالى ستمائة فرد ( رجل وأمرأة وطفل ) وكان نشاطهم الزراعة والتجوال بين الواحات لجمع كل الاكلمة والمفروشات والملابس القديمة لبيعها لجامعى التراث !! ومقالى القادم عن هذه الواحة وما تم فيها بعد معرفتى بها.
جوجل نيوز
