عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إحنا اللى دهنا "السما" دوكو!!

إحنا اللى دهنا "السما" دوكو!!

بقلم : جورج أنسي

تذكرت جملة "إحنا اللى دهنا السما دوكو" الساخرة، والتى تعبر عن "الفهلوة المصرية" فى معالجة أية قضية، وأنا أتابع بإهتمام ما تقوم به الحكومة الإثيوبية من جهد كبير لمواجهة خطر "تغير المناخ" وتأثير ذلك السلبى على الحياة والإقتصاد وكل ما يرتبط بالإنسان!
ففى الوقت الذى أدركت فيه إثيوبيا إن الجفاف الشديد والتصحر سيعرض حياة الملايين من أبناء شعبها  للخطر،بإعتبارها من بين البلدان العشرة الأكثر تعرضا للتأثر بتغير المناخ من خلال  التصدى لهذا الخطر بجدية ببناء "إقتصاد أخضر" قوي للسنوات العشرين المقبلة بتكلفة تقدر بـ 150 بليون دولار،فإننا فى مصر– وعلى النقيض من ذلك – نسير بخطى سريعة نحو تدمير كل ما هو أخضر، وهو ما كتبت عنه مرارًا وتكرارًا بصورة تلخص عشقنا للقبح ومحاربة الجمال.




فبالنظر مثلًا لإحدى أبرز المدن الجديدة التى تم إنشائها خارج نطاق العاصمة مثل مدينة القاهرة الجديدة والتى كانت مضرب الأمثال فى قلة التلوث وإنتشار المساحات الخضراء منذ إنشائها قبل أكثر من 15 عامًا - مقارنة بالقاهرة القديمة - نجد أن المسئولين وقد تفتق ذهنهم أخيرًا على حقيقة أن وجود المساحات الخضراء يشكل خطرًا على المبانى من جراء عمليات الرى ووجود كميات من المياه المترسبة التى تهدد حياة المبانى وبالتالى حياة البشر !


الطريف أن هذا الإكتشاف الفذ لم يكن فى الحسبان عند إنشاء المدينة وهى غارقة فى التصحر والرمال، رغم أنه كان هناك متسع من الوقت للبحث والدراسة وإيجاد الحلول الناجعة التى تضمن سلامة المبانى مع المحافظة على الشكل الجمالى والبيئى للمدينة الوليدة!.


ولذلك كان غريبًا أن يصدر قرار بمنتهى البساطة بتجريف بعض المساحات الخضراء حرصًا على المساكن ووضع "طوب وبلاط" بدلًا منها، هذا فى الوقت الذى تسعى فيه دول صحراوية للتوسع فى إستصلاح الأراضى ومحاربة التصحر والجفاف، وهو ما يتسق مع الكثير من الأفعال والمتناقضات فى حياتنا خاصة في هذا الإطار الذى أتحدث عنه، فمثلًا كان من غرائب الأمور أننا كنا نشاهد بأعيننا  أعمدة الإنارة فى الشوارع والكبارى وقد أضيئت بالنهار رغم أننا من المفترض فى بلد يعانى من أزمة إقتصادية وإرتفاع فى أسعار الكهرباء ولديه الشمس المشرقة طوال السنة والتى يمكن أن تكون وسيلة فعالة للطاقة بإعتبارها متجددة لا تنضب، لكن هذا الحال ظل لسنوات طويلة وربما مستمر فى بعض المناطق والمحافظات دون أدنى إحساس بالمسئولية.


ما سبق مجرد مثال حياتى نعيشه جميعًا، وهو تجسيد حى لحالة تخاذل عامة تجاه قضية تغير المناخ والتى ستصيبنا آثاره عاجلًا أو آجلًا، فالتغيرات المناخية التي أعلنها البنك الدولي - قبل عدة سنوات- والتي تضمنت خمسة تهديدات رئيسة ناجمة عن هذه الظاهرة، بدءاً من الجفاف،ومروراً بالفيضانات والعواصف وارتفاع مستوى مياه البحر وانتهاءً بنقص الغذاء، ربما تقودنا للهلاك والفناء ..لذلك فالموضوع برمته يحتاج لنظرة أكثر إهتمامًا وعلمًا وجدية ..والله أعلم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز