عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
دان براون : لماذا نختلف في أدياننا !

دان براون : لماذا نختلف في أدياننا !

بقلم : د. طه جزاع

لم نكن نتوقع لا أنا ولا الزميل العزيز زيد الحلي أن يكون اللقاء مع الروائي الأميركي الشهير دان براون بمثل هذه الطريقة التي تم فيها ، ففي صباح اليوم التالي لوصولنا إلى الشارقة في الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب  ، وأثناء دخولنا القاعة الأولى لمحنا تجمعا مقابل احد دور النشر، وشبان بالزي الخليجي يحاولون إبعاد المارة عن الشخصية العالمية الأهم التي دعيت لحضور المعرض ، وصرنا وجها لوجه أمام كاتب الروايات الشهيرة (شيفرة دافنشي) و(الجحيم) و(الحصن الرقمي) و(الرمز المفقود) و(ملائكة وشياطين) غير أننا لم نشأ أن نتطفل ومضينا في طريقنا لحضور أصبوحة للزميلة الصحفية والروائية انعام كجه جي  صاحبة الروايات التي نالت شهرة واهتماما على مدى السنوات الأخيرة وأهمها روايتيها ( الحفيدة الأميركية )  التي تتحدث عن الاحتلال الاميركي للعراق ، و ( طشاري ) التي تحكي قصة الشتات العراقي بعد الاحتلال ،  وكانت الاصبوحة الممتعة في قاعة مؤسسة بحر الثقافة المجاورة لدور النشر بضيافة مستشارتها الدكتورة حصة لوتاه وعدد من عضوات المؤسسة الناشطات .



في هذه القاعة وقبل أن تبدأ أنعام بالكلام دخل علينا دان براون بقامته الممشوقة الرشيقة ، وابتسامته الجميلة ، فكانت مصادفة من أجمل المصادفات!

حرص براون على زيارة عدد من دور النشر قبل أن تبدأ محاضرته مساء في القاعة الكبرى للمعرض التي امتلأت بالحضور حتى لم يبق فيها متسع لعدد كبير من الجمهور الذين تجمعوا عند باب القاعة ، فيما وفرت إدارة المعرض نقلا مباشرا عبر أجهزة التلفاز المنتشرة في القاعات والأروقة للفعاليات التي أقيمت في هذه القاعة طيلة أيام المعرض ومنها محاضرة براون ، التي لم يبدو فيها انه روائي فحسب إنما باحثا في العقائد وتقارب الأديان وحوار الحضارات ، موضحا انه عندما كان صغيرا ( كان في كراج منزلنا لوحتين فنيتين ، واحدة لوالدتي والأخرى لوالدي ، وكانت كل لوحة تحمل رمزا لأحد أمرين : الدين أو العلم ، وكان هناك صراع في حياتي بين هذين المفهومين ، وعندما أصبحت في الثالثة عشر من عمري ، وجدت إن الدين والعلم هما أساس العالم اليوم ، ومن دونهما لا يمكن أن تستقيم الحياة ، إذ أن الدين يطلب منك أن تتقبل كثيرا من الأمور ، وتقتنع بها ، في حين إن العلم يدفعك نحو البحث والتحليل ).

وفي هذه المحاضرة التي كان يتابعها الحضور بشغف كبير تحدث براون مطولا عن قضايا الدين والعلم والعلاقة بينهما، مفاجئا المستمعين بأنه لا يجد أجمل من الجلوس تحت السماء كل يوم وتأمل النجوم ، وكما علمه والده منذ كان صغيرا ، وسيظل مؤمنا بأن الكون، بكل ما يحمله من ألغاز ، هو أكبر من قدرتنا على فهمه، وفي كل لحظة من حياتنا نشعر بوجود الله،وهذه اللحظة يشعر بها كل إنسان على وجه الأرض ، متسائلا : إذا كنا نتشابه في المظاهر الروحية وفي إيماننا بالله ، فلماذا نختلف في أدياننا ؟ ومجيبا : أصل أدياننا واحد ، ولكن مفرداتها ودلالاتها هي المختلفة ، فالأديان كلها تحمل في جوهرها الحقائق الإنسانية نفسها ، العطف أفضل من القسوة ، والبناء أفضل من التدمير ، والحب أفضل من الكراهية.

كنت والزميل زيد الحلي نتابع حديث دان براون وفي هواتفنا ذكرى مصادفة ذلك الصباح ، صورة تجمعنا معه والزميلة أنعام ، مع حديث قصير ومصافحة ودية ، غير أن عيون براون اللامعة خلف زجاجتي نظارته وهو يلقي محاضرته كانتا مليئتان بدهشة السؤال الذي لم يتوصل بعد إلى حل للرمز المفقود!

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز