عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
.. وسقطت دولة "الخرافة"..! (5)

.. وسقطت دولة "الخرافة"..! (5)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

سعي تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" إلى تثبيت أركانه وبسط نفوذه في جميع الدول، ويزعم أعضاؤه أنهم يعملون على إقامة دولة الخلافة الإسلامية، بقيادة قائد التنظيم أبو بكر البغدادي، وعرض التنظيم مقاطع فيديو تُظهر أطفالاً خلال تدريبهم على القتال. 



ويعمل التنظيم على نشر أفكاره المتطرفة القائمة على القتل والتمثيل بالجثث بين أطفال لا تتمكن عقولهم من التمييز بين الصحيح والخطأ، حتى أصبحت المدارس ودور الحضانة في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم بسوريا والعراق من نوع خاص، يتعلم فيها الأطفال الإمساك بالسكين لذبح وجزّ رءوس الدمى التي تعد بمثابة الأدوات المدرسية للطلاب، والتي يتم تجهيزها بصورة تتناسب من حيث الشكل والملبس مع أعداء التنظيم.

ونشر أحد شباب التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي صورة تظهر فيها إحدى الدمى التي ترتدي ثياباً برتقالية، شبيه لونها بما يرتديه المعتقلون في جوانتانامو، وقام أحد الأطفال الذي لا يتجاوز عمره الخمس سنوات بالإمساك بها من شعرها ليقوم بذبحها ووضع رأسها فوق ظهرها، في لقطة شبيهة بما حدث من نحر الصحفي الأمريكي جيمس فولي.

أما الترفيه في داعش فله طابع مختلف؛ فأطفال التنظيم يعرفون من الألعاب ما لا يعرفه سواهم كلعبة "الانتحار"، والتي يقوم فيها أحد الأطفال بتجهيز نفسه للقيام بعملية "استشهادية" يقوم فيها بارتداء حزام ناسف ليفجر نفسه وسط مجموعة أخرى من الأطفال يلعبون دور "الكفار الأعداء" في حين يقف باقي الأطفال في دور من يقومون بتوديع زميلهم قبل قيامه بالعملية.

 والمهمة الكبرى التي يعمل من أجلها أطفال داعش فهي حماية الخليفة أبو بكر البغدادي، ويقومون بالذهاب إلى المعسكرات حتى يكونوا ما يُسمى "أشبال الخليفة". ونشر داعشي مقطع فيديو يُظهر مجموعة تابعة للتنظيم من الأطفال، الذين لا يتعدى عمرهم 10 سنوات، وهم يتدربون على حمل السلاح واحترافه، لحماية البغدادي، ويقوم الأطفال بالتدريب على الرماية والذبح وركوب الدبابات واستخدام السكين من أجل نحر أعداء الخليفة.

وفي السياق نفسه، يظهر فيديو آخر لطفل لا يتجاوز عمره الـ12 عامًا، وهو يُقسم يمين الولاء والبيعة للبغدادي، من خلال ترديد ما يقوله له أحد أفراد التنظيم لينتهي الفيديو بسؤال يوجه للطفل عن إدراكه بأن هذه البيعة تعني أنه مستعد للموت في سبيل الله ليرد الطفل: "إن شاء الله".

وعن أسباب استعمال داعش للأطفال يقول أحد قادة التنظيم: "إن تعليم الأطفال يبدأ من اللعب، وحتى يبدأ الجد، والذهاب إلى المعسكرات عوضاً عن المدارس، وقال:"نطمح أن يكون هذا الجيل هو الجيل الذي سوف يحارب المرتدين والكفار" مؤكداً أن الجيل القادم هو الجيل الذي سيحكم الدولة الإسلامية لأنهم سيضعون لبنتها الأولى وسيبعثون جيلاً مكوناً لتوسيعها وإدارتها لاحقاً".

وأثار أحمد الدروى الضابط المصرى السابق الذي انضم لتنظيم "داعش" الإرهابى عديداً من التساؤلات حول كيفية اختراق هذا التنظيم الإرهابى للمجتمع المصرى وتجنيده عدداً من الشباب المغيب للانضمام إلى صفوفه من أجل ما يُطلقون عليه "الخلافة الإسلامية " بقيادة زعيمهم "أبو بكر البغدادى".

ومن بين تلك التساؤلات التي طُرحت هي كيفية تجنيد داعش للشباب المصرى والحصول على خدماتهم بمثل هذه السهولة، الإجابة ببساطة تبدأ بموقعي التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" اللذيْن من خلالهما يتم التواصل مع الشباب، وبالتحديد شباب التيار الإسلامي، نظراً لغيرتهم على الإسلام ونجاح جماعاتهم من قبل في تغييب عقولهم مما يجعل "داعش" لا يجد صعوبة في استمرار عملية تغييب العقول من أجل ضم الشباب للتنظيم.

ووفقا لأحد المصريين المنضمين لـ "داعش" ويدعى "أبو سفيان" وهو اسم حركى بالطبع، فعقب مرحلة التجنيد الإلكترونى يصبح الشاب في البداية مؤيداً لـ "داعش" من بلاده فينشر أفكار التنظيم ويعمل على تجنيد غيره من الشباب، وبعد التأكد من ولاء الداعشى الجديد يتم إسناد قيادة خلية له في بلاده أو يسافر للانضمام للتنظيم.

وبالنسبة لمصر، يبدأ الخروج إلى داعش مع بعض شباب التيار الإسلامى المصرى والسفر إلى تركيا، حيث تُعتبر دولة أردوغان هي الراعية الأولى والمحتضنة الأم لعمليات التجنيد التي يمارسها داعش في كل دول العالم، وبعد البقاء في تركيا لفترة من الوقت يتم فيها اختبار ولاء العضو المنضم، ينطلق الشاب إما إلى العراق أو إلى سوريا وفقاً لما تحتاجه معسكرات التنظيم.

ويقدم التنظيم ضمانات وإغراءات عديدة لشبابه أهمها الجلوس مع النبى في الجنة والزواج بالحور العين وهذا في الآخرة، أما في الدنيا فيضمن داعش لأعضائه المسكن والمأكل والملبس والزوجة لكل عضو منضم إلى جماعتها من خلال استغلال التنظيم الإرهابى آبار النفط في العراق وخيرات البترول التي يتحصل منها على ملايين الدولارات.

وقامت بعض الشخصيات الإخوانية الخليجية، من بينها كويتيون، ترتبط بعلاقة مباشرة مع الاستخبارات التركية، بتسهيل خروج الراغبين في القتال في صفوف تنظيم داعش وتجنيدهم، وكانت تلك الشخصيات تزود التنظيم بآلاف من المقاتلين الخليجيين، للمشاركة في القتال الدائر في مناطق النزاع بسوريا والعراق، وأن تلك الشخصيات تستغل علاقتها المباشرة مع الاستخبارات التركية لتسهيل حركة خروج المنتمين لتنظيم داعش من أبناء مجلس التعاون الخليجي، وإيصالهم إلى مواقع النزاع المسلح.

كما أن هناك مجموعات منظمة من المنتمين إلى جماعة  الإخوان تعمل في الكويت ودول الخليج، كانت تعمل على جذب وتوفير البيئة الحاضنة للشباب الخليجيين والعرب، الراغبين في القتال بالعراق وسوريا، ونقلهم عبر تركيا إلى مواقعهم التالية بصفوف التنظيم، بعد تدريبهم في معسكرات خاصة وسرية بمدينة أنطاكيا. ويوجد دعم مالي مباشر لتلك الحركات، من قبل إحدى السفارات الداعمة للإخوان، لتمويل تلك المنظمات، لتجنيد ونقل الراغبين في الانخراط في صفوف داعش بمواقع النزاع، سواءً في العراق أو سوريا.

من جهة أخرى، كثف تنظيم داعش من تجنيد مقاتليه في عدة بلدان بشمال أفريقيا، حيث كان التنظيم يستهدف إلى إنشاء خلايا نائمة تقوم بعمليات في بلدان مثل الجزائر وليبيا والمغرب وتونس، وهذه الخلايا يجري تنظيمها من قبل المقاتلين في المنطقة وهم يعودون حاليًا لأوطانهم، ويتوقف نجاح أو فشل داعش على مواقف ثلاث منظمات جهادية رئيسة في العالم هي تنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، و"أنصار الشريعة" في ليبيا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز