عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"الفيصلى" ليس الأردن !

"الفيصلى" ليس الأردن !

بقلم : جورج أنسي

أكثر ما صدمنى فى أحداث الشغب والتخريب الذى حدث فى نهائي البطولة العربية للأندية بين الفيصلي الأردنى والترجي التونسي ، هو تحويلها من مشكلة كروية وتجاوزات داخل المستطيل الأخضر تخضع للوائح وقوانين رياضية سواء من جانب الإتحاد العربى المنظم للبطولة أو للفيفا ( الإتحاد الدولى لكرة القدم) ؛إلى  معركة سياسية -على خلفية الأوضاع المتأزمة فى الأرض المحتلة-بإستخدام  السب والقذف كوسيلة للإنتقام والإهانة.



فالثابت أنه لا خلاف إطلاقًا على الجرم الذى أرتكبه لاعبو وأداريو الفريق الأردنى بالإعتداء على حكم المباراة إبراهيم نورالدين ، وما تبع ذلك من قيام بعض مشجعى الفريق بتحطيم مقاعد إستاد الإسكندرية إعتراضًا على الحكم والهزيمة ،وهى كلها أخطاء جسيمة شقها الأول فى المحاسبة مسئولية الإتحاد المنظم للبطولة، أما شقها الثانى فيخضع للأمن المصرى وقوانين الشغب وتخريب منشآت الدولة .

وإذا كان هناك بوادر لمعاقبة النادى الفيصلي بعقوبات قد تصل الى حد الحرمان من المشاركة فى البطولات العربية لمدة طويلة ؛ فإن الشق الثانى المتعلق بِنَا كدولة لم يرق لمستوى الخطأ المرتكب فى حقنا، حيث تم الإفراج عن المشجعين والسماح لهم بالسفر الى وطنهم ، وهو أمر لا يتسق مع حجم ما أرتكب ، وكان الأولى بِنَا الإبقاء عليهم لفترة من الزمن وهى كفيلة ببث الرعب فى قلوبهم ...لأن الامر لا علاقة له بتعكير العلاقات الأخوية والودية التى تجمعنا بالأردن حكومة وشعبا وقيادة ...فهؤلاء الشباب أخطأوا وخالفوا القانون، ولابد أن يتحملوا نتيجة خطأهم حتى ولو على سبيل الإرهاب والتربية وإعلاء لقيمة مصر ..فنحن نرحب بالجميع طالما التزموا بقوانينا ، فلم يعد مقبولًا الآن التنازل عن كرامة الدولة ، وليس خفيًا على أحد ما يلاقيه بعض المصريين من تعنت إذا خرجوا عن السياق العام فى دول عربية ومن بينها الأردن !

تبقى نقطة مهمة فى هذا الإطار ، وهى أن الفصيلى ليس هو الأردن ، فمعروف أن جمهور كرة القدم فى معظم دول العالم له طبيعة خاصة و لكنه لا يعد ممثلًا لشعب ، بل إن ترديد سخافات من عينة أنهم فلسطينيون تابعون لحماس وووووو...هى من قبيل الجهل وعدم الإدراك ؛ فإذا كان للأردن طبيعة خاصة جعلت ما يقرب من ٦٠٪‏ من الشعب ذو أصول فلسطينية نتيجة التهجير القسري الذى تم خلال العقود الماضية والاستقرار والتجنس بالاردنية ، فإن ذلك لا ينفى وجود أردنيون أبًا عن جد ، كما أنه ليس كل الفلسطينيون (حماس) ، فهذا خلط فاضح وقصر نظر ، والمطلوب وضع الأمور فى مكانها الحقيقى كتجاوزات رياضية فقط تستحق العقاب من المسئول المختص ، وليس تحويلها الى الهجوم على دولة وشعب بأسره ، وياليتنا كعرب نتعلم جميعًا من مباريات عربية -عربية تحولت لكوارث والأمثلة كثيرة.. تركت فى النفوس جروحًا لازلنا نحاول التعافي منها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز