عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لحظة اتخاذ القرار

لحظة اتخاذ القرار

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

من أصعب اللحظات التي تمر على الإنسان ، لحظة اتخاذ القرار ، فهو في هذه اللحظة يخرج عن حيرته واختياراته وقدرته على التراجع ، ليدخل في دائم الحسم والبت ، فالقرار ليس مجرد كلمة أو أمر يصدر عن صاحبه ، وإنما هو موقف له تبعات ، وليس كلها وردية وإيجابية ، ولكن قد يكون أغلبها مؤلمة ، وتحتاج إلى قوة شكيمة ، وكبح جماح النفس ، وترويض الصراع الداخلي ، لذا ، فمن تضعه الظروف في أن يكون في موقف صناع القرار ، أو على الأقل من يشاركون فيه ، فلا يظن أنه في مركز قوة ، بل على العكس ، فهو يكون في موقف صعب ، فهو يحتاج أن يستعمل كل أجهزته العقلية والذهنية والنفسية ، والأهم من كل ذلك الجهاز العصبي ، الذي لو خرج من حدوده وأطواره الطبيعية ، فسيفقد هذا الإنسان معه القدرة على التحكم والسيطرة وتحمل النتائج .



ولكن ، هل يمكننا التنصل من هذه المواقف ، قد يكون في بعض الأحيان للإنسان القدرة على الهروب من اتخاذ بعض القرارات ، خشية تبعاتها ، ولكن من يُرجئ قرارته ، فقطعًا ستأتي اللحظة التي لابد فيها أن يحسم مواقف مهما أجلها . أما من يُفوض غيره في اتخاذ القرارات الخاصة به بالنيابة عنه ، فهو يكون كمن سَلَّم مفاتيح حياته لغيره ، ويتحول إلى تابع يُنفذ التعليمات ، وليس له شأن حتى مع نفسه ، فرغم صعوبة اتخاذ القرارت ، إلا أنها أقل وطأة من التواكل والهروب وترك الأمور للآخرين .

ولو ركزنا بعض الشيء ، سندرك أن الحياة ما هي إلا مجموعة مواقف صعبة ، ومجموعة قرارات قد نُخفق في بعضها ، وننجح في الكثير منها ، لذا فما الداعي إلى الهروب من اتخاذ القرارات .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز