عاجل
الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
"شيطان الانس" "وشيطان الجن"…

"شيطان الانس" "وشيطان الجن"…

بقلم : د. حماد عبدالله

قد يقول قائل أين الشيطان من أولئك المتخلفين البدائيين الذين لم تصل إليهم الرسالات الدينية وماذا يستفيد الشيطان من إضلالهم وضلالهم ويرد القرأن الكريم على تلك الأقوال المخلوطة فى محكم أياته فيقول رب العزة :



" وأن من أمة إلا خلا فيها نذير "  فاطر24 [ .

هكذا بين القرأن أن الهداية وصلت إلى كل البشر مهما كان زمانهم أو مكانهم  منذ أن خلق الله أدم بل الأكثر من ذلك أن الله قد أشهد ذرية أدم على وحدانيته وهم فى عالم الذر قبل أن يتناسلوا  فى المقابل فإن الشيطان ظل يمارس مهمته فى إضلال البشر منذ أن خلق الله أدم حيث إستعلى عن السجود له حسب أمر الله متصوراً أنه أفضل منه.

فطرد من رحمه الله وحقد على أدم وذريته وطلب أن ينظره الله إلى يوم القيامة  ليعمل على إضلال البشر وإبعادهم عن طريق الهداية كما جاء فى سورة الإسراء حيث قال رب العزة فى القرأن الكريم على لسان الشيطان :

" قال أرءيتك هذا الذى كرمت على لئن أخرتن الى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ( 62 ) قال أذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ( 63 ) "

] الإسراء 62 ، 63 [ .

لذلك فإن الشيطان له دائماً الدافع على غواية البشر إنتقاماً منهم لطرده من رحمة الله - وإستحقاقه للعذاب يوم القيامة - وذلك بصرف النظر عن أحوال أولئك البشر ومستوياتهم ومدى ما وصلوا إليه من تقدم ورقى أو تخلف وإنحطاط   –رغم أن الرسالة قد وصلت لكل من الجن والأنس مصداقاً لقول الله تعالى :

"يا معشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم أياتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كفرين ( 130 ) ] الأنعام 130[  

فى الوقت الذى كانت فيه الجزيرة العربية تعيش نفس الضلالات التى سلطها الشيطان على الإنسان  ، رغم وجود بيت الله الحرام فى قلبها والذى أقام قواعده " إبراهيم" وإبنه "إسماعيل" عليهما السلام وكانت كل قبائل العرب تحج البيت إلا أن الشيطان لم يترك ذلك الحج دون أن يعبث بأفكار الناس عنه فكان الحجيج يطوفون عرايا يصفقون بأيديهم  ويصفرون بأفواههم ويطوفون عكس الإتجاه لما أمر به الله –فى ذلك الوقت الذى بلغت فيه الجاهلية مداها جاء الله برسالته الخاتمة على يد سيد الخلق (محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ) فى الثلث الأخير من القرن السادس الميلادى عام 564 م فى الوقت الذى كانت فيه البشرية شرقها وغربها وشمالها وجنوبها ترزخ تحت ظلام الوثنية وفى أمس الحاجة إلى الهداية من الله ونسف ضلالات الشيطان.

وكانت الإصنام تملأ الكعبة وما حولها وكان لكل قوم إله بل وصل الأمر أن يكون لكل بيت إله وإنتشرت حرفة صناعة الألهة وتعدد أسمائها ويحدثنا القرأن الكريم عن أشهر أربعة ألهه منها فيقول عن اللات والعزى ومناه وبعل :

" أفرأيتم اللات والعزى ( 19 ) ومنوة الثالثة الاخرى ( 20 ) " النجم 19 ، 20

"أتدعون بعلا وت

ثم يعود ليبين حقيقة تلك الآلهة فيقول :

" إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وءاباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى (النجم 23) 

صدق الله العظيم

 

[email protected]

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز