عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"من التاريخ (عبرة وقدوة) !!

"من التاريخ (عبرة وقدوة) !!

بقلم : د. حماد عبدالله

إن القارىء والمتابع للتاريخ المصرى المعاصر يجد ظاهرة الإجتماع أو التجمع الوطنى حول القضايا الوطنية الكبرى ولعل أبرز هذه المظاهر فى تاريخنا المعاصر ما سميت بثورة 1919وثورة يوليو 1952وحرب أكتوبر 1973 وفورة الشباب فى 25 يناير والوقوف على قدم وقلب رجل واحد لإسترداد الدولة يوم 30 يونيو 2013.



وخلال هذه الظواهر الوطنية مئات المواقف التى ألتف الشعب كله دون إستثناء حول الموقف وظهرت الوطنية جلية لا تقبل أى تشبيه أخر لها إلا أن المصريون توحدوا على قلب رجل واحد ولعل ما يثير الفكر ويؤجج الضمير الوطنى هو كيفية الإستفادة من هذه الظاهرة الوطنية نحو إستمرار الإصلاح والخروج من عنق زجاجة الإختناق الإقتصادى وكسر أى إرادة أجنبية تحاول السيطرة على إرادتنا الوطنية.

ولا يمكن لأى أمة أن تتقدم إلا بإرادة واعية لشعبها ديمقراطياً

ومن القراءة فى السيرة الذاتية لشعب مصر نجد أيضاً بأن هناك جوانب سلبية عديدة زادت فى حقبة قامت فيها الدولة نائباً عن الشعب فى إدارة التنمية وتعيين الأبناء فى الوظائف وخبز العيش ووصلت حتى أن الدولة أصبحت "مطعم" يقدم من اللحوم إلى " الطعمية والفول المدمس" أصبح الشعب فى وضع السيد والحكومة فى الخدمة تقدم كل شيىء.

بل أصبح الشعب يعمل أو لا يعمل فهو يستحق ما يقبضه فى أخر الشهر وإن كان ما يقبضه لا يكفيه ولا يسد الرمق إلا أنه يقبض أقل ويعمل أقل فتكدس العاملون فى مرافق الخدمة وأصبح المكتب أو العمل الذى يستحق عاملين يوجد به 10 عمال فأصبحت هناك بطالة مقنعة فى كل مواقع العمل –إنعكس على إنتاجية العمال والموظفين وكل أدوات التنمية فى الوطن.

وتدهورت الحالة فى مصر مع الحروب المستمرة والتجهيز لها حيث قام الوطن نائباً عن الأمة العربية فى الدفاع عن القضايا القومية مقابل مساعدات من الدول الخليجية تمنح ، وتقطع حسب الاحوال المزاجية بين القيادات السياسية في الطرفين .

ولكن قيام الدولة نيابة عن الشعب ونيابة عن الامة العربية  قد وصل بنا إلي حالة من الركود والتجمد واللامبالاه واصبح الغالبية العظمى من الشعب والمسماة ( بالكتلة الصامتة ) تحتاج إلي "جلوكوز" يجري في عروقها ويعيد لها الحياه بمعناها المشاركة في في صنع مستقبل هذا الوطن وإخراجه من أزماته وأهمها البطالة وكساد الاقتصاد وتصحيح التعليم وتحسين إنتاجية الفرد في المجتمع في كل مناحي الحياة .

ولا شك بأننا لا نستطيع القول بأن الشعب جثة هامدة   " معاذ الله " فعدة ظواهر أثبتت أن الشعب حي ، يرزق ، وواعي ، وقادر ومنتمى ويستطيع أن يجتمع فورا وهو

ما  كان بالفعل يوم 30 يونيو 2013 حينما أحس شعب مصر بعد فورة الشباب فى 25 يناير 2011 وإختطاف الدولة ، وضياع الهموم المصرية وفقدان الثقة فى كل ما هو ممثل للشرعية الزائفة فى البلاد ، وهنا أحس شعب "مصر" بأن لا مجال إلا بعودة الروح والذي تحدث عنها توفيق الحكيم سنة 1936 في رائعته الأدبية " عودة الروح " وتحدث عنها كل العالم في أيام أكتوبر 1973 بعد اندلاع حرب الكرامة العربية وتحدث العالم عنها ايضاً فى 25 يناير ثم عاد العالم لكى يسجل فى التاريخ وفى الموسوعات خروج اكثر من ثلاثون مليون من المواطنين ولم يعودوا الى منازلهم قبل أن يتحقق منالهم "الحياة او الموت" يوم 3 يوليو 2013 .

إن القيادة سواء سياسية أو تنفيذية يجب أن تثق بأن شعب مصر قادر علي اخذ زمام الموقف  ولكن المبادرة لابد أن تأتى من القيادة ، من قيادة هذا الوطن هذا ما أثبتته دائما الظواهر الكبيرة فى أعوام 1919 و 1952و1973  وفى 2013 …

فليكن من تاريخنا عبرة و قدوة !!.

hammad [email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز