عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يا تكبر واحدة واحدة يا تموت مره واحدة

يا تكبر واحدة واحدة يا تموت مره واحدة

بقلم : طارق العكاري

عانت جميع شركات مصر- مُلاكا وعاملون - على مدار السبع سنوات السابقة من صدمات عديدة والجميع كانوا في عرض البحر يلوح لهم الأمل في رؤية شاطئ أو حتى إستقرار البحر وسرعان ما يتبدد. نعم لقد إستقر البحر ولكن مازال الشاطئ بعيد. رأينا على مدار قروناً شركات تكبر وشركات تختفي، فالمبدأ هو grow or die ولكن بعقل و فكر. فإذا إستمرت الشركة بنفس حجمها فسوف تختفي يوماً ما وذلك لإزدياد أعباء أصحابها المالية والذي لن يتناسب حينئذ مع حجم أعمال الشركة وبالتالى مع أرباحها وأيضاً لإزدياد أعباء الشركة المالية تجاه العاملين بها لمواجهة أعبائهم المالية المتزايدة أيضاً. ولكن ما أكثر الشركات التي توسعت في أعمالها وأصبحت كبيرة الحجم ولم تستطع أن تستكمل مسارها بنفس مستوى النجاح الذى اعتادت عليه قبل التوسع فما كان لها إلا أن تُباع لشركه عالميه أو أن تنتهى وذلك ناتج عن عدم وجود عمود فقري للشركة منذ البداية فكثير من صغار رجال الأعمال (كحجم أعمال وليس سناً أو مقاماً) يآلون إلى ضغط المصروفات لتعظيم هوامش الربح بعدم الاستثمار في تدريب العاملين بالشركة وعدم الاستثمار فى وضع وتحديث نُظم للعمل تتناسب مع معدلات نموالشركه او معدلات نمو الصناعه ككل. فعندما يتوسعون في أعمالهم يفجأون بأن الشركة غير قادرة على مواجهة هذه التوسعات وتكثر الأخطاء وتزداد الأحتكاكات الداخليه لفرق العمل لعدم وجود عاملين ذو قدرات إدارية تستوعب هذا التوسع وذلك لعدم التدريب على المهارات الإدارية والفنيه. فلا يجد أمامه إلا أن يحاول جاهداً في تعيين مديرين من خارج المنظومة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وفي هذه الحالة تصبح تكلفة هذا المدير مرتفعة جداً وفي أغلب الأحوال يصطدم هو الاخر بعدم وجود كفاءات إدارية ويحول ذلك دون تحقيق الأهداف ويصطدم العاملون  القدامى ايضا بهذا الترس الجديد الغير قابل للتطبيع مع المنظومة التى أصبحت غير كفء بعد التوسع. إن الاستثمار في العاملين بالشركات هو الحل الأكثر توفيراً للشركة إذا ما كان أصحابها مؤمنين بمبدأ أنه إن لم تكبر سوف تموت. وحتى لا يخشى أصحاب الشركات من الصرف على برامج التدريب وعدم استفاده المؤسسه ممن تم الصرف عليه يوجد عدة برامج لضمان تواجد العاملين بالشركة لمدد متناسبه مع ما تم صرفه بعد أن يتم الاستثمار في مهاراتهم بالتدريب والتعلم وهو ما يطلق عليه برامج الاحتفاظ بالكفاءات Retention programs) (.



كتب إدوارد هيسwww.edhltd.com كتاب بعنوان The grow or die lie وأشار فيه إلى خطورة توسيع أنشطة الشركة السريع بدون مراعاة الهيكل الإداري للشركة وقدرته وقدرات العاملين بها. وحدد خطوات التوسع للشركات في ست خطوات حتى لا يقعوا في فخ إنهيار الكيان لعدم تحمل الأساسات أحمال التوسع أهمها معرفة حدود وقدرات الأفراد والشركة على تقبل التغيير حيث أن النمو تغيير والتغيير ليس سهلاً وأيضاً أن النمو يجب أن يكون تطورياً ومتساوياً بمعنى أن نراعي تطوير المهارات لجميع المديرين والعاملين بنفس الدرجة حتى يتجانس الفريق ويكون النمو مصحوب بنظم وبرامج أكثر حداثه وتراتبيه. ومن ضمن خطوات هيس أن عمليه النمو يوجد بها مخاطر يجب أن تكون محسوبة ومداره. واتحدث عن الشركات اللتى تسمح لها صناعاتها و اسواقها بالتوسع فيوجد اسواق و صناعات لا تتحمل استرتيجيه التوسع بل فى بعض الاحيان يجب عليها تصغير حجم اعمالها او تغيير منتجاتها، و السوق المصرى الان يسمح بالتوسع الرأسى و الافقي و بالتنوع الهادف لتقليل معامل المخاطره.

أدعو السادة القائمين على منظومة الصناعة في الدولة أن يدعموا  ويعيدوا إحياء دورمركز تحديث الصناعة الذي كان له دور ملموس قبل ثورة يناير في تحسين معدلات أداء الشركات متوسطة الحجم والصغيرة. فالعاملون بهذا المركز مؤهلون ويمتلكون من الخبرات ما يمكّن القطاع من إحداث طفرة في جودة المنتج ومعدلات الانتاج. هذا المركز هو أحد أهم السبل للإرتقاء بجودة المنتج المصري ورفع قدراتها التنافسية في الأسواق العالمية فهو الذي يمكن أن يدعم مشروعاً بشركة للحصول على العلامات اللازمة لدخول أسواق معينة مثل الاتحاد الأوروبي وغيره. مركز تحديث الصناعة هو السبيل لتأهيل المديرين في الشركات بالتدريب وثقل المهارات.  

كل التحية لأصحاب الشركات المحلية والعاملين بها لتحملهم ما لا يقدر عليه أقرانهم في دول أكثر تقدماً منا خلال السنوات السابقة وعليهم أن يفخروا بأنفسهم وشركاتهم التي مازالت على قيد الحياة وبحمد الله خرجوا جميعاً من غرف العناية المركزة والآن هم مستعدون للتوسع والتطوير بتغيير الاستراتيجيه من "يا رب منقفلش" إلى "أحنا حنبدأ نكبر" حان وقت شحذ الهمم وإستعادة الروح يا شباب.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز