عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التربية بعيداً عن الضرب

التربية بعيداً عن الضرب

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

تربية الاطفال بالثواب والعقاب مطلوبة لكنها مقننة بقوانين وشروط ، فالعقاب الذي يطلب تطبيقه في تربية الأبناء هو الذي لا يؤلم نفسياً ولا يهدر الكرامة..فالعقاب يجب أن يكون بحكمة، لأن الغرض منه التأديب وليس الانتقام...وفى الحديث الشريف: " مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً". ويكون ذلك عن طريق التأديب والتهذيب لا بطريق العقاب.. لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصحح البنية الفكرية للطفل مستعملاً شتى الوسائل والأساليب التي تمتاز بالرفق واللين ومنها ما ذكره أبو هريرة - رضي الله عنه- قال :" أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:" كخ كخ، إرم بها أما علمت أنّا لا نأكل الصدقات".



وأساليب التربية عديدة ومتنوعة ومنها أسلوب " التعزيز" ، حيث يوجد نوعان من التعزيز في التربية: التعزيز الإيجابي، والتعزيز السلبي.. فتعزيز السلوك الإيجابي يحفز الإبن في مواصلة الأداء الإيجابي..  مثال على ذلك:

قد يُعطى الطفل مكافأة من الوقت ليلعب بعد إتمام جزء من واجباته المنزلية، فإذا كان الطفل يحب اللعب فمن المحتمل أن يستمر في إتمام الجزء الباقي من الواجب لينال مكافأة أخرى.

التعزيز الإيجابي إذاً تشكل فيه المكافأة حافزاً فعالاً جداً، ويجب أن تُعطى مباشرة بعد السلوك المرغوب فيه كي يزيد من احتمالية حدوث ذلك السلوك مرة أخرى.. والتعزيز الإيجابي وسيلة جيدة لغرس الانضباط واستمراره ، فلا شك أن بعض من الانضباط الذاتي أمر ضروري للطفل خلال مرحلة تعلمه. ..إلا إنه عند ممارسة التعزيز، فإننا نحتاج لنسأل: ما الشيء الذي أعززه في الطفل؟ فأحياناً من غير قصد قد نعزز سلوك خاطئ..

مثال ذلك: عندما يرفض الطفل أن يعمل أو يسمع الأوامر، فقد تتجه وتعده بشيء إذا فعل ذلك الأمر لكي يستجيب لأمرك... فإن ما تحفزه الآن هو الاستمرار في الرفض والعناد واستجداء المكافأة... وفي المرة القادمة، سوف يعيد الكرة مرة أخرى رغبة في الحصول على مكافأة جديدة.

أما التعزيز السلبي فهو مناسب لإزالة السلوك السلبي أو الخاطئ ، وذلك عن طريق حافز غير محبوب للطفل.

مثال ذلك، تستخدم كثير من الأمهات لكي تفطم رضيعها وضع شيء مر أو فلفل حار على مصاصة الطفل، وعندما يتناول الطفل الرضاعة يجد أن طعمها مر، ومع تكرار وجود الطعم المر فإنه يترك الرضاعة.

 وكثير من الناس يخلط بين العقاب والتعزيز السلبي، فالتعزيز السلبي عكس العقاب تماماً..فالتحفيز السلبي يقوي السلوك الإيجابي بسبب اجتناب أو منع حالة سلبية كنتيجة لسلوك ما.. أما العقاب فهو يضعف السلوك بسبب حالة سلبية أُدخلت أو جُربت كنتيجة لسلوك ما..مثال على التحفيز السلبي: أنت عندما تتضايق كثيراً من زحمة المرور، فإنك سوف تخرج يوماً مبكراً ، فلا تجد تلك الزحمة التي تضايقك، ثم تخرج مرة أخرى مبكراً فتجد الطريق خالياً، فسلوكك لمغادرة البيت مبكراً تقوّى عن طريق نتيجة اجتناب زحمة السيارات..


والفرق بين المكافأة والعقاب، أن المكافأة هي أي شيء يزيد السلوك ، والعقاب هو أي شيء يقلل السلوك.


ومن المهم كذلك أن يفهم الطفل السبب وراء حصوله على المكافأة .. فمثلاً تقول له: بسبب طريقة تعاملك الرائع والممتاز مع أخوك حصلت على هذه المكافأة ، فاستخدام المكافأة بطريقة صحيحة ومعتدلة يمكن أن تقود الطفل بعد توفيق الله عز وجل إلى الاتجاه الصحيح.. ومن المهم جداً عند منح أبنائنا هدية تحفيزية أن نربط باستمرار بين المكافأة والرغبة بما عند الله فهو عامل قوي لدفعهم لعمل ما يرضاه الله. فلا يعطى على كل عمل ينجزه مكافأة، بحيث لا يكون العمل دائماً من أجل الحصول على المكافأة؛، بل لا بد أن يعلم أن هناك أعمالاً يجب أن تعمل من أجل الله عز وجل فيتعلم الإخلاص وأن لا ينال أجره إلا من الله وحده.

استشارى ادارة الموارد البشرية

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز