عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يا جحا .."عد غنمك"!!

يا جحا .."عد غنمك"!!

بقلم : جورج أنسي

الهمة الكبيرة والنشاط والحيوية واليقظة التى ظهر عليها رجال الأمن فى قرية (الفرن) مركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا، إزاء منع بعض (الأشقياء) الراغبين فى (الصلاة) ، حرصًا على تطبيق القانون ، تدفعنى للسؤال : ماذا كان يفعل المسئولين فى مصر و(البوليس)-كما كان يعرف من قبل- إزاء التعددية الدينية والطائفية والعرقية الكبيرة التى كان يزخر بها المجتمع المصرى وما تتطلبه تلك التعددية من دور عبادة ومدافن وخلافه ؟!



..لاشك أن الأجابة عن هذا التساؤل ستكون محزنة ومحبطة لما وصلنا اليه من تدهور وتعصب وتزمت ، ودخول جهاز الشرطة -الذى كان محل إعجاب فى الداخل والخارج -طرفًا فى  (معمعة) فرز المواطنين على اساس هويتهم الدينية ، والانسياق التام وراء شيوخ الفتنة والتطرف والتعصب !.

وعلى سيرة التعددية والتنوع ، يستفزنى مثالين اسلاميين ..الأول من  الشرق الأقصى حيث ماليزيا ذات الأغلبية المسلمة ، والتى تزخر عاصمتها كوالالمبور بتماثيل ومعابد (بوذية) -إضافة للكنائس-إتساقًا مع حرية العقيدة والعبادة المكفولة بالفعل وليس بالقول .

أما المثال الثانى فهو الشقيقة الامارات العربية المتحدة ، وقد تم أخيرًا إقرار بناء معبد بوذى فى نفس الإطار السابق بإحتواء كل الطوائف  والأعراق  ...وفى كلتا الحالتين تحكم الدولة القوية جميع مواطنيها على اختلاف طوائفهم ومعتقداتهم فى اطار القانون .

ولعل تلك المقارنة (المحزنة) بين ما يحدث فى مصر ذات التاريخ والحضارة وبين نماذج لدول حديثة العهد فيما يتعلق بفكرة المواطنة  والمساواة، تذكرنى بالمثل الشعبى المعروف (يا جحا ..عد غنمك ، فقال : واحدة قايمة وواحدة نايمة!) ...فإذا كنا فى مصر قد فقدنا مع مرور السنين التعددية والتنوع -على الأقل على المستوى الدينى -بفعل عوامل داخلية وخارجية ، فلابد أن يكون هناك حد أدنى من إعمال العقل أولًا قبل القانون ، حتى لا تصبح مقولة (الترخيص بالصلاة وإستخراج "رخصة") مسخرة القاصى والدانى،  مع تضاؤل وإنكماش التنوع والتعددية التى كانت تميزنا، وهو ما يسهل عمليًا من مهمة التعامل مع (القايمه والنايمه) بكفاءة وبأريحية شديدة .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز