عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
( سيب وأنا أسيب !)

( سيب وأنا أسيب !)

بقلم : محمد يوسف العزيزى

حكاية إضراب عمال غزل المحلة الذي استمر 14 يوم تقريبا وانفض يعرف الجميع تفاصيله ولا حاجة لإعادة نشر هذه التفاصيل .. لكن الأمر يفرض طرح بعض الأسئلة المشروعة حتي ولو كانت بلا إجابات !



* لماذا تأخر وزيرا قطاع الأعمال والقوي العاملة عن التدخل بشكل مباشر وسريعا لفض الإضراب الذي استمر أسبوعين ؟

* لماذا تعنت كل منهما وأطلق تصريحات تزيد من تعقيد الموقف وتقطع السبل علي النقابة العامة للغزل لإيجاد حل لفض الإضراب بعد يوم أو يومين علي الأكثر ؟

 * لماذا يترك الأمر للشائعات والمغرضين وتجار الأزمات ليصوروا للرأي العام أن ما يحدث في المحلة هو بداية ثورة حيث انطلقت شرارة الإضرابات قبل يناير من هناك ؟

* ما حقيقة البطيخة الصيفي التي يضعها مسئولون من الحكومة في بطونهم وهم يشاهدون أزمة قد تتسع وتتزايد ويصعب السيطرة عليها في وقت نحتاج فيه لكل دقيقة عمل ، وكل منتج من مصانعنا ، وكل طاقة جهد يضيف للاقتصاد والناتج القومي ؟

* هل وقف رئيس الحكومة أو وزير قطاع الأعمال أو وزير القوي العاملة أمام خسائر تقدر ب 5 ملايين جنيه يوميا نتيجة الإضراب أي ما يعادل 70 مليون جنيه خلال فترة الإضراب ، وهل حسبوا جيدا قيمة هذه الخسارة مقارنة بقيمة ما يطلبه العاملين ؟

* لماذا وصف النائب مدحت الشريف وكيل اللجنة الاقتصادية بالبرلمان برنامج الحكومة بأنه لا يصلح لإدارة توك توك رغم موافقة البرلمان عليه ؟

* كيف يتحقق بناء الوطن مع إضراب عن العمل وتعطيل الإنتاج وتحقيق خسائر بالملايين في عدة أيام ؟

* هل قدر وزير قطاع الأعمال قيمة الغرامات المستحقة لعملاء الشركة نتيجة توقف الإنتاج طوال فترة الإضراب بالإضافة إلي اهتزاز سمعة الشركة وسمعة الحكومة ؟

* قال أحد نواب المحلة أن الأزمة كان من الممكن حلها مبكرًا لولا تعنت رئيس الشركة القابضة أحمد مصطفى، وعدم مرونته في التفاوض مع العمال .. هل غياب الرؤية عند رئيس الشركة القابضة وافتقاره مهارات التفاوض مع العاملين أو مع الوزير المسئول أخرت الوصول إلي حل سريع للأزمة ؟

* أنهي العمال إضرابهم بعد جهود كبيرة بذلها نواب المحلة مع اللجنة النقابية للشركة نتيجة غياب الثقة المتبادلة بين قيادات الشركة والعمال الذين تلقوا العديد من الوعود التي لم تنفذ .. كيف وهل تظل النار تحت الرماد ؟

الأسئلة الحائرة في هذه القضايا والقضايا المماثلة لا تنتهي ولا يكفيها مقال أو أكثر .. لكنها تشير ببساطة إلي تخبط في الرؤية التي ربما تكون غائبة تماما .. إذ كيف لوزير مسئول يقول أن هذه المطالب غير مشروعة وليست من حق العاملين بالشركة ثم يقول إن الوزارة لن تنظر في مطالب العاملين بشركة غزل المحلة إلا بعد عودة الإنتاج .. هل يعني ذلك اعتراف بحقوقهم أم تسكين للأزمة وفض الإضراب ؟ إذا كان اعتراف أو تسكين .. ففي الحالتين هو تخبط واضح في المعالجة التي تكلف الوطن الكثير !

الأمر الأهم متى يشفي هذا الوطن من عمليات الابتزاز عن طريق التعسف في استخدام الحقوق القانونية أو الدستورية بصرف النظر عن المصلحة العامة ، ومتى يدرك من يستخدمون هذا الحق في غير محله أنهم يمارسون تخريبا متعمدا في حين أنه يمكنهم تحقيق أهدافهم دون تعطيل العمل أو إيقاف الإنتاج .. ومتى يفهمون أن المشرع عندما أعطي هذه الحقوق إنما شرعها للتفاوض وليس للابتزاز أو لي الذراع  أو منطق سيب وانا أسيب ؟

غابت الرؤية عند العاملين تحت ضغط الحاجة وصعوبة الحياة - حتى وإن كانت مطالبهم غير مشروعة- وغابت أيضا عند الحكومة التي لا تتحرك إلا عند خراب مالطة كما يقول المثل وتلك هي المصيبة الحقيقية !

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز