عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
قدرات خاصة

قدرات خاصة

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

دائمًا ما يُردد الناس عبارة "الحقيقة مرة" ، ورغم أن هذه المقولة نسبية نوعًا ما ؛ لأنه بالقطع توجد حقائق حُلوة مريحة ، إلا أنهم قطعًا كانوا يتحدثون عن الحقائق التي نعرفها ونسمعها من الآخرين ، فهي تنزل علينا كالصاعقة ، لدرجة أنها قد تشل تفكيرنا لبعض الوقت ، ولكنها في النهاية لابد منها ، أما الحقيقة الصعبة بالفعل ، والتي يتهرب منها أغلب الناس ، إن لم يكن جميعهم ، هي الحقيقـة التي يعترف بها الإنسان لنفسه ، فهي قد تقلته ، لا أن تشل تفكيره للحظات فقط ، فهي قمة المواجهة بين الإنسان وذاته ، وقد تكون ضده ، فما أصعب ذلك ، فمن يستيطع أن يُواجه نفسه بأنانيته ، أو بموت ضميره وإنسانيته ، أو بنرجسيته ، أو بأي عيب قاتل ؛ قد يشوه صورته أمام نفسه.



فنحن عندما نستمع لعيوننا وأخطائنا من الآخرين ، لا نجد غضاضة في إنكارها ، والبحث عن مُبررات لذكرهم لهذه الأقوال ، حتى ولو كانت مُبررات وهمية ، أما أن نذكر مثالبنا لأنفسنا ، ونضع صورتنا أمام المرآة ، ونُجردهـا من الصور الجمالية ، ونتعامل معها بمنتهى الحيادية ، فهذا أمر بالغ الصعوبة ، ويحتاج إلى شجاعة من نوع خاص .

ولكن رغم ذلك ، فمن ينجح في فعل هذا الأمر ، فهو شخص من نوعية مختلفة ، وقطعًا ستتغير حياته إلى الأفضل ؛ لأن من يواجه نفسه، خصوصًا بعيوبها وسلبياتها القاتلة ، هو شخص له قدرات خاصة .

فالقدرات الخاصة ليس فقط في المواهب العلمية أو العملية أو الحياتية ، فهذه هي القدرات الخاصة المُصغرة ، ولكن القدرات الخاصة الحقيقية ، هي القدرة على التعامل مع النفس ومواجهتها ، وإنزال العقوبات بها ، ثم مكافأتها ، فهذا هو قمة التصالح مع النفس وترويضها .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز