عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
.. وسقطت دولة "الخرافة"..! (7)

.. وسقطت دولة "الخرافة"..! (7)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

كان تنظيم داعش يمتلك حسابات مركزية على موقع "تويتر" لنشر الرسائل إضافة إلى حسابات محلية في كل منطقة يوجد فيها عناصر التنظيم، وتقوم كل منطقة من خلالها بنشر أخبارها المحلية. وهذا ما يمكن التنظيم من تنفيذ عولمة “الجهاد” عن بعد وتوصيل خطابه إلى أوربا والغرب، الذي أصبح شبابه يحتل نسبة لا بأس بها داخل التنظيم. ومكّنه هذا النوع من الخطاب من رفع راياته السوداء ومنشوراته في شوارع أوربا علناً.



وكشفت التحقيقات عن قيام مجموعات دعوية من أنصار التنظيم تنشط على شكل خلايا وجماعات منظمة من داخل أوروبا وهي تستخدم التقنية والدعاية الاوروبية لكسب الشباب والحصول على الاهتمام الاعلامي.

إن عمل “داعش” لم يكن يقتصر على نشر الصور في اتجاه واحد بل يعمل على فهم حاجات جمهوره ومعرفة ردود أفعالهم على شكل استبيان، اي ان خطابه الاعلامي يعتمد على التفاعل.

ورغم أن التنظيم كان يقوم على أساس القوة العسكرية والاستخبارية الميدانية، فإنه أيضًا كان يعتمد على العمل الدعوي الذي عرف بأنه الخطوة الأولى نحو “الجهاد” الميداني. ومن يجد أسلوب العمل الدعوي يفهم كيفية التفاعل والمشاركة وتحريك مشاعر الآخرين كون جماعات الدعوة معروفة بقدرتها الخطابية قديماً قبل أن تظهر وسائل الإعلام الحديثة.ويعتبر أحمد أبو سمرة أحد المسؤولين عن إعلام التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان البعد الإعلامي للتنظيم يهدف إلى استقطاب مقاتلين جدد من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت والعلاقات الاجتماعية داخل المجتمعات. ولا يزال خطاب التنظيم موجهاً إلى الجيل الرابع أو الخامس من “الجهاديين” الشباب، ويتمتع بسهولة ومرونة الحركة مع التقنية والمعلومات والتطبيقات الفنية على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، باستغلال المقاتلين الأجانب الموجودين داخل التنظيم أكثر من المقاتلين المحليين. وهذا ما كشفته اعترافات المنشقين والمعتقلين من التنظيم بأن التنظيم لا يدخل الأجانب في القتال الميداني بقدر ما يستفيد منهم في الخطوط الخلفية والدعم اللوجستي وبخاصة في الإعلام والدعاية وربما في المستشفيات الميدانية.

وكشفت استخبارات دول الاتحاد الأوروبي خاصةً في فرنسا وألمانيا عن وجود شبكات تواصل اجتماعي متخصصة أو موجهة لاستهداف شريحة معيّنة كالنساء، تكون معنية باستهداف تجنيد النساء من أوروبا كي يلتحقن بصفوف التنظيم في سوريا. إن ما يهدف إليه إعلام “داعش” هو استقطاب الشباب لغرض الالتحاق بالتنظيم أو أن يكونوا من أنصار التنظيم في دولهم، خصوصاً في الغرب وغالبيتهم من الشباب ما بين 18 و26 سنة.

وأظهرت التحقيقات الاستخباراتية بأن التنظيم كان يعتمد على أوروبيين شباب من أصول آسيوية، أكثرهم من أصول باكستانية في بريطانيا لإدارة نشاطاته الإعلامية الإلكترونية لتظهر بإنتاج ذات مواصفات فنية وتقنية جيدة. ويركز التنظيم على إظهار وحشيته والتمرد والسطوة اللذيْن يعتبران في بعض الأحيان حاجات عند بعض الشباب الذين يعانون من شعور التهميش سواء كان حقيقياً أو وهمياً في المجتمعات الأوروبية، حيث يجدون في التنظيم وسيلة للانتقام والثأر.

وتُعتبر الوحشية هي أبرز سمات هذه الجماعة التي فاقت القاعدة وتنظيمات أخرى وحشية، ونتج عنها استقطاب مزيد من المقاتلين برغم انتقادات شيوخ الفكر السلفي “الجهادي” لهذه الجماعة وأبرزهم أبو محمد المقدسي، الذي سبق أن انتقد أبو مصعب الزرقاوي، وطالب أبو بكر البغدادي أيضاً أن يتقي الله في حرمة دماء المسلمين.

واستثمر التنظيم حالة الوهج المتمثلة قي انتصاراته الميدانية للحصول على مكاسب أكثر، منها تدفق مقاتلين جدد وبيعات من بقية الجماعات. وهذا ما ظهر تماماً في اجتياحه مدن عراقية في يونيو 2014 بشكل سريع فاق جميع التوقعات والتي كانت تمثل قفزات ميدانية، فهو يعزز النصر على الأرض بمزيد من الإنجازات على الأرض ليكمل على خصومه، ضمن مبدأ “الصدمة والرعب” الذي يقوم على عنصر المفاجأة. وقد عمل التنظيم للحصول على بيعات جديدة وسحب بساط عولمة الجهاد من الظواهري وتنظيم القاعدة المركزي.

إن داعش ركزت جهودها في الفضاء الإلكتروني على الحرب النفسية عن طريق توليد الخوف من خلال إغراق الإنترنت بمقاطع فيديو تُصور الأعمال الوحشية التي ترتكبها من ذبحٍ وإعدام، فضلاً عن مسيرات النصر، كجزء من تطوير أداة الردع لديهم، وتضخيم قوتهم، بحيث تظهر بشكل يفوق ما هى عليه فعليًّا.

وفي الحقيقة فإن جوهر النشاط الإلكتروني لداعش كان يتخطى فكرة الدعاية بكثير، فداعش وفّرت كافة المعلومات التشغيلية لمؤيديها، بدايةً من كيفية إعداد المتفجرات والسيارات المفخخة، مرورًا بالأحكام الدينية الشرعية للمجازر التي تتم في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، وصولا إلى تلقين مواد بعينها عن طريق مجلة التنظيم التي تُسمى "دابق: عودة الخلافة"، والتي تركز بشكل أساسي على الموضوعات المتعلقة بتشكيل الدولة الإسلامية الجديدة تحت زعامة أبو بكر البغدادي. ومع ذلك، فإن الخبرة التكنولوجية لداعش ليست هي العامل الوحيد، فربما كان اهتمام الجمهور بمتابعة أخبار ونشاطات داعش عن كثب وراء هذا القدر الكبير من شعبية التنظيم.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز