عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الأكاديمية الوطنية للشباب

الأكاديمية الوطنية للشباب

بقلم : عبدالجواد أبوكب
في عام 2006 وعقب أزمة الرسوم المسيئة للرسول (ص) والتي نشرت بجريدة دانماركية حضر وفد من إتحاد شباب الدانمارك يمثل كافة الاتجاهات السياسية ليشرح واقع أنهم لا يعرفون الصورة الصحيحة للاسلام لأننا لا نتواصل ولا نصل إليهم بطريقة سليمة، وليؤكدوا حسن نيتهم وأنهم علي استعداد لعقد ملتقي بين شباب البلدين للتواصل وفهم الآخر.
 
وبغض النظر عن أن جميع القيادات السياسية والتنفيذية  والرموز  تفننوا في الاعتذار وعدم مقابلة الوفد خوفا من الرأي العام باستثناء قيادة واحدة التقاهم بأحد الفنادق، إلا أنني اكتشفت أن ممثلي اتحاد الدانمارك يختلفون داخلها سياسيا وعقائديا لكنهم يصبحون كتلة واحدة عندما يصبح الحديث باسم بلدهم، وكان ذلك في وقت تتنازع فيه 12 كتلة شبابية في مصر علي التحدث باسمها حتي لو وصل الأمر لتشويه صورة الوطن.
 
ومن وقت هذا الحدث الذي قد يبدو صغيرا للبعض، لكنه كان بالنسبة لي كاشفا وخاصة أنني كنت قد بدأت العمل مع قطاع الشباب منذ العام 2001 وكنت  أعتبره القاطرة الحقيقية التي يمكنها أن تقلب الموازين وتحقق نقلة حقيقية لهذا الوطن في كل المجالات.
 
وعندما إنطلق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب وتابعت طريقة إنضمام الشباب إليه عبر الانترنت بطريقة تضمن الحياد والشفافية والتميز، وكذلك القائمين علي التدريب والقيادة، بالاضافة إلي المحتوي المقدم إليهم في إطار معرفي وتحليلي شامل ينتج خريجا مستنيرا قويا بالعلم قادرا علي الادارة مستشعرا لحدود الأمن القومي المصري ومجتهدا لتحقيق رفعة الوطن، وهنا شعرت أننا كمصريين  وللمرة الأولي منذ سنوات طويلة  نهتم بشكل حقيقي بالثروة الأهم  في هذا الوطن، وأن هذا البرنامج الذي قدم شبابا مميزين لم يقصي أحدا من الشباب المميز خارج دائرته بل إحتضن ودعم وساند وأفسح الطريق أحيانا للآخرين ليتصدروا المشهد طالما كان ذلك في صالح الوطن، والأهم أن هذا البرنامج يدعمه رئيس إسمه عبدالفتاح السيسي  يؤمن حق الايمان بالشباب ويحرص علي منحهم فرص حقيقة لتحقيق ذاتهم وتفجير طاقاتهم ودعم الوطن بكل جهد ممكن.
 
وكان من الطبيعي أن يتطور برنامج (plp) ليتسع لأعداد أكبر وليفتح الباب أمام عشرات الآلاف من الراغبين في الانضمام للبرنامج، ومجددا حقق  الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحلم عندما أصدر القرار الجمهورى رقم 434 لسنة 2017، بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، والتى تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكافة قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم.
 
ومن المقرر أن تبدأ الأكاديمية عملها اعتبارًا من بداية شهر أكتوبر المقبل، ويأتى إنشاء هذه الأكاديمية كأحد توجيهات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ في نوفمبر 2016، والتى  أقرها الرئيس عبد الفتاح السيسى وخرجت من رحم أطروحات البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب.
 
وتعطي الأكاديمية بتشكيل هيكلها الرئيسي ملمحا عن درجة الأهمية التي ستكون عليها حيث تتبع رئيس الجمهورية مباشرة، وسيكون لها مجلس أمناء برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية ممثلين عن رئاسة الجمهورية، وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، وزارة المالية، والمجلس الأعلى للجامعات، وعدد من الشخصيات ذوى الخبرة.
 
وكانت المفاجأة الأكبر أنه مع الاعلان عنها، كان قد تم الانتهاء من إنشاء مقر الأكاديمية بمدينة السادس من أكتوبر، والذى يتكون من ستة مبانى على مساحة 10 آلاف متر مربع، وتم تصميم نظام التعليم بالأكاديمية على غرار المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية وبالتعاون مع عدد من الهيئات والمعاهد والمؤسسات العلمية الدولية.
 
وهكذا تأتي الأكاديمية كتطور طبيعي لنجاح البرنامج الرئاسي لتأهيل  الشباب  ومظله جامعه لكل برامج التدريب، ومفرخة كودار سيكون لخريجيها القدرة علي ملء الفراغات الهائلة في كافة الجوانب وعلي رأسها السياسة والاقتصاد والبحث العلمي والتكنولوجيا، ويأتي قرارها من الرئيس مؤكدا أنه يسعي لجعل مصر في الصدارة بشباب مميز  ومؤهل كل في مجاله، وأن مصر تستعد لاستقبال جيل جديد من الشباب المصري يعرف كواليس صنع القرار ويمتلك القدرة علي إتخاذه والجهد العاقل لتنفيذه ، وليمنح الرئيس الشباب الفرصة ليكونوا شركاء فى إدارة البلاد وصنع القرار السياسي فيها وتحقيق نهضتها .
 
 وأخيرا شكرا لأول من إختمرت هذه الفكرة في رأسه فقدمها للنور وتواري تواضعا، وألف شكر لمكتب السيد الرئيس فردا فردا، قيادات وأعضاء علي الجهد الكبير والمتواصل لانجاح البرنامج الرئاسي وخروج أكاديمية الشباب للنور بهذا الشكل، وأيضا ساعات العمل التي لا تتوقف من أجل خروج مؤتمر الشباب العالمي بشرم الشيخ بشكل يليق بمصر الكبيرة التي عادت لتتصدر المشهد في كل المحافل الدولية بجهد أبنائها المخلصين.
 
 
 
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز