عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لاهوت "التخدير"!!

لاهوت "التخدير"!!

بقلم : جورج أنسي

تابعت حوارًا للأنبا بولس أسقف الكنيسة القبطية المصرية فى إفريقيا متحدثًا لإحدى قنواتنا الفضائية عن دور الكنيسة المصرية فى بعض دول القارة من الناحية الخدمية والصحية ....الخ ،وذلك على خلفية الزيارة التى قام بها أخيرًا الرئيس السيسى لبعض دول القارة السمراء ، وهو ما يمثل طفرة فى فكر الكنيسة المصرية ..بدأت منذ عدة عقود لخدمة بسطاء الناس على اختلاف عقائدهم فى الداخل والخارج إقتداء بلاهوت التحرير الذى بدأته الكنيسة الكاثوليكية قبلها .



 ....وتاريخيًا ، فإنه بدأ ما يعرف بلاهوت "التحرير" من قارة أمريكا الجنوبية التى تمثل إحدى أهم معاقل "الكاثوليكية" على مستوى العالم، وذلك فى أواخر الستينيات من القرن الماضى ، وكان الهدف هو الفقراء والمطحونين من شراسة الرأسمالية ، بدخول الكنيسة فى طريق تقديم جميع الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية ...الخ بالاضافة الى دورها الأساسى كمؤسسة دينية روحية تصل بالعبد الى مراحل أقرب الى الورع والطهارة والسلام الداخلى.

ورغم وجود إعتراض ومواجهة من جانب السياسيين هناك وقيادات فى الكنيسة الكاثوليكية ذاتها -خاصة فى روما - طوال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى ، الا أن لاهوت التحرير نجح وأصبح وجوده حقيقة واقعة.

وبين اعجابى بالدور المتكامل للكنيسة المصرية فى افريقيا -والذى لخصه الانبا بولس - والانبهار التاريخى بلاهوت التحرير ؛ فقد توقفت ضاحكًا أمام ذلك المصطلح الذى نحته الصديق والزميل الكاتب الساخر ماجد سمير متهكمًا على تصريح أحد قيادات الكنيسة المصرية، واصفًا مايقوله بلاهوت "التخدير" لتناقضه الصارخ مع الواقع المعاش، بالعمل على تغييب العقول والقلوب تحت مظلة "طاعة الله" .

فإذا كانت المؤسسة الدينية على اختلاف اشكالها قد دخلت لتساعد الدولة فى القيام بأدوار خدمية مجتمعية  إضافة لدورها الأساسى الذى وجدت من أجله ، فإن التوسع فى توظيف الصلاحيات الدينية لأغراض دنيوية زائلة تتناقض تمامًا مع ما يرددونه على مسامعنا ليل نهار بأن "الدنيا فانية والحياة قصيرة مهما طالت"...وياريت الرحمة بعقولنا ولو قليلًا!!.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز