عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
.. وسقطت دولة "الخرافة"..! (8)

.. وسقطت دولة "الخرافة"..! (8)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

لعبت نوعية ومصداقية وسائل الاعلام الناقلة لأخبار ونشاطات تنظيم “داعش” دوراً مهماً في الترويج غير المباشر والمقصود للتنظيم الإرهابي مثل شبكة ”سي إن إن” CNN ووكالتي رويترز Reuters و”فرانس برس”  Agence France Pressوموقع سايت Site بالإضافة الى تويتر Twitter وفيس بوك Facebook ، حيث عملت جميعًا على نشر نشاطات التنظيم بشكل أسرع، مثال على ذلك: اهتمام الإعلام العربي والدولي بامتلاك “داعش” طائرات مقاتلة في سوريا حصل عليها من قاعدة الجراح في حلب ومطار الطبقة في الرقة، عندما بالغت وسائل الإعلام بطريقة استخدام هذه الطائرات من قبل “داعش” وأظهرتها في لقطات مصورة تحلّق داخل القاعدة أو قيامهم بصيانة الطائرات.



ورغم أن خبراء في الطيران والدفاع والتسلح ذكروا بأن هذه الطائرات لا تمثل سوى قطع من الخُردة البالية في سوق سلاح الجو، كون هذه الطائرات من النوع القديم ولأسباب فنية تقنية أبرزها: عدم وجود قطع غيار، وأنها طائرات تدريب أكثر من أن تكون مقاتلة، والأهم أن هذه الطائرات تحتاج إلى رادارات وفريق فني على الأرض وهو غير متوافر، لكن الخبر أخذ مساحة إعلامية أكبر، وهذا عمل على رفع معنويات التنظيم واستقطاب مقاتلين جدد.

في المقابل انعكس ذلك سلباً على معنويات خصوم التنظيم. ويُظهر الإعلام الغربي أحياناً المخاطر الحقيقية للتنظيمات “الجهادية” بشكل متأخر أو يقصد الترويج لاتخاذ خطوة سياسية، مثلما ركزت التقارير الاستخبارية على قلق وكالات الاستخبارات منها الألمانية بامتلاك “داعش” وجماعات أخرى سلاح قاذفات “مانبادس” او “أس إي-7″ و”أس اي 14″ والتي تستهدف الطيران على بعد ميلين .

واستهدف “داعش” في إعلامه فئة الشباب وفي أعمار مبكرة، وهذا يعني أنه يستخدم التقنية الحديثة في الإعلام وأبرزها تويتر وفيس بوك بعد أن كان تنظيم القاعدة يعتمد على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والأقراص المدمجة. والعبارات التي يستخدمها التنظيم في تويتر بشكل مختصر كانت تثير اعجاب المشتركين وتحصل على جمهور أوسع وكثيراً ما تناقلتها وسائل الإعلام الأخرى.

وأظهر التنظيم الرومانسية على شبكته، برغم وحشيته وذلك من خلال التحاق بعض الفتيات ومنهن القاصرات للقتال مع داعش بعد أن تورطن في علاقات حب على الشبكة، البعض منهن ذكرن قصة التحاقهن بالتنظيم وكيف عشن قصة حب رومانسية مع مقاتلي داعش، مما استقطب أعداداً جديدة على شبكات التواصل الاجتماعي.

أما طريقة عرض الرهائن وذبحهم، فقد كانت موضع اهتمام وكالات الاستخبارات الدولية أكثر من الاهتمام الإعلامي، أبرزها ظهور الرهينة قبل ذبحه بأنه مستسلم وهادىء ورابط الجأش. وهذا ما أثار الكثير من التساؤلات بشأن الهدوء الذي يتمتع به الضحية قبل أن يواجه مصيره. والطريقة التي يبعث بها رسالته الى حكومته أو عائلته والرأي العام كانت قوية وشديدة من دون أن يكون هناك تردد، وهذا ما يدعم التنظيم وما يدعيه من أيديولوجية ويصوّر للرأي العام بأن ما يعمله هو الصواب والعالم أجمع على خطأ، وهو ما عمل على استقطاب عناصر أكثر للتنظيم. بعض الخبراء المعنيين في التنظيم ذكروا بأن القاتل يمارس القتل الوهمي الصوري أكثر من مرة مع الضحية قبل تنفيذ عملية القتل بشكل حقيقي، وهو مايبرر هدوء الضحية.

ومنذ أن بدأت انتصارات داعش فى العراق كان أول ما بثه التنظيم هو فيديو لقتل 1700 جندى شيعى بالقرب من تكريت، وبعدها كان فيديو آخر قصير ناطق بالفرنسية ومترجم للإنجليزية حول أخبار جهاد الدولة الإسلامية فى العراق والشام، بعنوان «صليل الصوارم 4»، و كان متاحاً أيضا بالعربية من قبلها. كذلك أطلقت «قوات داعش الإلكترونية» هاشتاج «حملة المليار مسلم لنُصرة الدولة الإسلامية»، ومنذ فترة انتشرت صورة لجواز سفر تمنحه داعش «لمواطنيها» و قد كتب عليه : «حامل هذا الجواز نسير له الجيوش لو مسه ضرر»، إلا أنه بمطابقة الصور اتضح أنه مزيف ومتداول على الإنترنت منذ العام 2012... وهى كلها وسائل للترغيب والترهيب يتبعها التنظيم فى ظل غياب وسائل الإعلام التقليدية، التى يصعب تواجدها مع عمليات القتل والخطف التى تستهدف الصحفيين، وتنجح بالفعل هذه الوسائل فى تجنيد بعض العناصر أو إثارة الذعر أو جذب مصادر التمويل. لأن بعض المراقبين يدفعون بأن داعش تتعامل مع نفسها كالشركات التجارية التى تنشر تقريراً سنوياً عن أنشطتها المختلفة، وقام المتخصصون بتحليل محتوى التقرير الصادر فى نهاية مارس الماضى والتعليق عليه بجريدة الفاينانشيال تايمز البريطانية، مؤكدين أن كشف حساب العام من عمليات قتل وتفجيرات وخلافه كفيل بأن يجذب بعض الممولين والمهتمين، ويعكس مستوى أداء التنظيم ككل.

الطريقة التي يتم بها تصوير ذبح الرهينة أيضاً أثارت الاهتمام؛ فخبراء الاستخبارات والمعنيين في وسائل الإعلام ذكروا أن الطريقة التي يقدم بها هذا التنظيم مواده هي طريقة متقدمة جداً بسبب استخدام نوعية كاميرات واستديوهات متقدمة وصفوها بأنها طريقة هوليودية، وذكرت التقارير أن التنظيم استعان بخبراء معنيين بالتصوير والمؤثرات السمعية والصورية في التصوير من خلال إعداد المقاتلين الأجانب. وذكر خبراء في تقنية التصوير بأن التصوير لم يكن في الصحراء بل كان داخل ستوديو ليظهر تأثيرات الصوت واللون بطريقة هوليودية مؤثرة بدرجةٍ أكثر.

كما أن “داعش” يختلف عن تنظيم القاعدة والتنظيمات الأخرى بأنه لا ينتظر أن يأتيه المقاتلون بقدر ما يتحرك التنظيم باتجاه الحصول على مقاتلين ذوي خبرات معيّنة، وخاصةً مهندسو المتفجرات وخبراء الإعلام مثلما كان يستعين بضباط أركان من بقايا الجيش العراقي الذي تم حله بأيدي القوات الأمريكية في عملياته العسكرية الميدانية.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز