أنماط الشخصية (1)

بقلم : د. أماني ألبرت

نتعامل يوميًا مع أشخاص كثر، بعضهم نجد سلاسة وسهولة في التواصل معه والبعض الآخر لا نشعر بارتياح حينما نعاملهم. وتجدنا في كل مرة نسعى لوصف مدى ارتياحنا في التعامل من عدمه- تجدنا نردد أن فلان شخصية جميلة أو شخصية صعبة. والواقع أن الشخصية هي كلمة تعبر عن صفات الشخص الداخلية المنعكسة على تصرفاته الخارجية، فهي جملة فهمه وإدراكه وميوله ورغباته وتصوراته وسلوكه التي تميزه عن غيره وتنعكس على تفاعله مع البيئة والمواقف والأشخاص المحيطين به.

وبينما سعى كثيرين من علماء النفس عبر العصور لتحليل الشخصية الإنسانية، قدموا اجتهادات كبيرة ساهمت في مزيد من فهم النفس والآخر. كان من أفضل ما قدم في هذا المجال الجهد المتميز لكاثرين كوك بريجز وابنتها إيزابيل بريجز مايرز اللذان قدما مؤشرًا دقيقًا يقيس الصفات الشخصية. وسمي بمؤشر مايرز بريجز لأنماط الشخصية (Myers-Briggs Type Indicator).

وحدد المقياس 4 صفات (أو أضدادها) لدى كل شخص، فالشخص قد يكون مفتوح على العالم EXTROVERSION أو منطوي على نفسه INTROVERSION؟ وقد يكون مفكر THINKER أو يعتمد على مشاعره FEELER وقد يعتمد على الحس SENSOR أو الحدس INTUITIVE كما أنه قد يحكم العقل JUDGER أو يدرك الأمور بحواسه PERCEIVE. بالطبع نحن نستخدم كلا الصفتين كل يوم ولكننا نميل لصفة دون الآخرى. وانتج مزيج الصفات الأربعة باضدادها 16 نمط من أنماط الشخصية يفسر كل نمط منها طبيعة الشخصية الإنسانية.

المكون الأول ناقش طريقة تفاعل البشر مع العالم الخارجي سواء الناس أو الأشياء، هل يستمد الإنسان حيويته حينما يتفاعل مع العالم الخارجي أم من عالمه الداخلي؟

فالمفتوح على العالم يتواصل بتلقائية مع الأشخاص ولا يجد حاجز في التحدث مع الآخرين أو الاستماع لهم، فهو أكثر نشاطا حينما يكون مع اناس ويحب أن يكون مركز الاهتمام، ويتفاعل مع الأمور بسرعة وقد يتحدث بسطحية بدون تفكير كما قد يفكر بصوت عال ومن انفتاحه يكون من السهل جدًا مشاركة كافة تفاصيل حياته.

بينما يفضل المنطوى على نفسه أن يبتعد عن مركز انتباه الأشخاص، فيجلس مع نفسه ليفكر بأمر ما، أو يحلل مشاعره أو يقرأ كتاب فهو ببساطة يكون أكثر حيوية ونشاطاً عندما يقضي وقته مع نفسه ومثل هذه الشخصيات محافظة فهي لا تشارك كل تفاصيل حياتها، وتستمع أكثر مما تتكلم وإن تكلم يتفاعل مع الحدث بعد قضاء وقت من التفكير العميق ويتحدث بعمق وليس بشكل سطحي.

#يتبع