عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إقتصاد القيمة المضافة!!

إقتصاد القيمة المضافة!!

بقلم : د. حماد عبدالله

لاشك بأن الخامات الطبيعية والتى يتضائل حجمها فى العالم بالنسبة لتعداد السكان فنحن اليوم حوالى (ستة مليار وستة من عشرة) نسمة نعيش على وجه الكرة الأرضية ، هذه الخامات الطبيعية التى يستخدمها الإنسان يتضائل حجمها وكمياتها أمام الطلب عليها وأصبجت الخامات الطبيعية الداخلة فى أى صناعة من السلع الغالية الثمن والمحدود عدد مستخدميها لقدرتهم على شرائها ، فمثلاً الأقمشة المصنوعة من القطن الطبيعى دون إضافات صناعية يعلوا ثمنه عن تلك المصنعة من ألياف صناعية وكذلك الأقمشة الصوفية الخالصة ناهيك عن الخشب الطبيعى والحديد ، وغيرها من خامات ، وتتميز كل منطقة فى العالم ، بإنتاجها لخام بعينه ، ونوعيته ودرجة نقاوة كل هذه العناصر تدخل فى الحياة اليومية للإنسان بعد مرورها بعمليات صناعية إما تركيبية أو تحويلية !!.



وهذا يقودنا إلى عشرينيات القرن الماضى حينما فكر الإقتصادى المصرى العظيم "المرحوم محمد طلعت باشا حرب" فى القيمة المضافة لخامة "القطن المصرى" وهو ما سميناه فى "مصر" فى مدارسنا وجامعاتنا (بالذهب الأبيض) ، فكر فى "القيمة المضافة" لهذه الخامة المصرية التى جلبها "محمد على باشا" للبلاد (زراعة) عام 1810 تقريباً وكانت الفكرة بإنشاء مصانع لغزل القطن ونسجه ، وإستتبع ذلك نهضة صناعية عظيمة فى البلاد فى "صناعات الغزل والنسيج" إنتشرت فى أرجاء مصر كلها من المحلة الكبرى إلى شبرا الخيمة إلى الإسكندرية إلى طنطا إلى المنيا إلى سوهاج إلى بنى سويف كل الأقاليم قامت فيها صناعات قائمة على الغزل والنسيج للقطن والكتان والصوف وإستطاع "طلعت حرب" أن يحقق "القيمة المضافة" لخام القطن.

ونحن اليوم أمام خام أخر ، وهو الغاز الطبيعى والذى حبانا الله به بوفرة تحت الأرض ونقوم الآن على تصدير الجزء الأكبر منه واليوم كانت المنحة الالهية الجديدة وهى (ظهر) والذى تم اكتشافه مع شركة (اينى) الايطالية فى المياه الاقليمية المصرية بالبحر الابيض المتوسط.

وأهمية إستخدامنا لصناعات البتروكيماويات على جزء بسيط منه ، والأخر يمثل القيمة المضافة للخام (الغاز) ، ونحن نتمنى أن تتفهم الدولة بأن الإستثمار فى إقامة مصانع "للبتروكيماويات" أسوة بما تم فى منطقة العامرية بالإسكندرية مع وزارة البترول ، وما تم فى القطاع الخاص فى شمال غرب خليج السويس ، وما يتم الآن بشكل رائع مشاركة بين القطاع الخاص (النساجون الشرقيون) وهيئة البترول والشركة القابضة للغازات وكذلك إستثمار عربى وذلك بإنشاء مصنع (البولى بروبلين) فى مدينة بورسعيد .

هذه الصناعات يجب أن نهتم بها فى مخطط مصر عام 2050 ، فى تلك الأقاليم التى ننادى بإقامتها فى سيناء أو فى صحراوات الوادى الجديد والمدن الساحلية القربية من منابع الغاز الخام ، هذه الصناعة هى التى قادت دول كثيرة كانت فقيرة وصغيرةإلى مقدمة الدول الصناعية الكبرى مثل كوريا الجنوبية واليابان وماليزيا وحتى أندونيسيا ، نحن فى أشد الإحتياج للبحث مثل طلعت حرب عن القيمة المضافة لخاماتنا الطبيعية!!

 

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز