عاجل
السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
وماذا بعد التأهل ؟!
بقلم
محمد نجم

وماذا بعد التأهل ؟!

بقلم : محمد نجم

بالطبع لا يمكن لأحد أن يجادل فى وجود رغبة جامحة لدى جميع المصريين فى التأهل إلى مسابقة كأس العالم فى كرة القدم والتى تقام فى روسيا العام القادم.



وأعتقد أن هذا الأمل على وشك أن يتحقق - بإذن الله - بعد تخطى «عتبتى» الكونغو وغانا من بعدها.

ولكن المشكلة لم تعد فى التأهل إلى روسيا 2018.. فقد شاركنا من قبل فى كأس العالم مرتين، الأولى عام 1934.. والثانية عام 1990، كما حصلنا على كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية، أى أننا فزنا على جميع الفرق المنافسة لنا من أفريقيا، ولن يستعصى علينا الفوز على كل من الكونغو أو غانا لو صممنا على ذلك، وتعاملنا مع «المباراتين» بكل جدية.

إنما المشكلة - فى رأيى - فى «شكلنا» بعد التأهل إلى بطولة كأس العالم، والدخول فى «معمة» المباريات المتتالية، سواء فى الدور الأول، أو فى تصفيات الدور الثانى إذا وصلنا إليه.

وذلك لأننا - وبصراحة قد تكون مؤلمة - لا نرغب أن نكون «حصالة» للفرق المنافسة، إنما نأمل أن يكون أداؤنا فى المسابقة عبارة عن «تمثيل مشرف»، أى نلعب كرة حلوة وأن نسجل أهدافًا، مع إيماننا بأن كرة القدم (غالب ومغلوب) وهى طبيعة المنافسات فى المباريات عمومًا.

أقول ذلك وفى ذهنى مبارياتنا فى كأس العالم بروما 1990، حيث لم نسجل فيها غير هدف واحد للاعب المخضرم مجدى عبد الغنى من ضربة جزاء، ومازلنا نعيش على ذكراه حتى الآن، رغم أننا خرجنا متعادلين فى تلك المباراة مع هولندا من الدور الأول، بعد التعادل مع أيرلندا بدون أهداف ثم الهزيمة من انجلترا بهدف بدون مقابل.

وأقول ذلك فى ذهنى «أداء» فرق كل من المغرب والجزائر وتونس فى تلك المسابقة العالمية من تمثيل مشرف بسبب الاستعداد الجيد والحماسة المتقدة والإصرار على اللعب بذات المستوى طوال فترة المباراة.

وأعتقد أن جمهور الكرة يعلم أنه عند تقسيم المجموعات فى مسابقة كأس العالم لكرة القدم، يتم وضع فرق المستوى الأول على رأس كل مجموعة، ومنها بالطبع البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإيطاليا وانجلترا وروسيا.. إلخ، ثم فرق المستوى الثانى وتستكمل المجموعات بـ «القرعة» بين فرق المستوى الثالث من دول العالم الثالث!

وتخيل لو أوقعنا حظنا فى مجموعة على رأسها الأرجنتين أو البرازيل، ومع أى منهما فرنسا أو هولندا؟! طبعًا هنلعب وهنحاول.. ولكن على قدر أهل العزم تأتى العزائم.

بمعنى أنه لا بديل غير الاستعداد الجيد وتأهل اللاعبين ورفع لياقتهم البدنية وتدريبهم على مواصلة المباراة حتى الدقيقة الأخيرة بذات الكفاءة والجهد العالى الذى يبدأون به المباراة، والتوفيق بعد ذلك على الله.. وأحيانًا يلعب الحظ دورا كبيرا فى مثل هذه المباريات.. أى أن يخطئ أحد المدافعين فى الفريق المنافس ويسجل «هدفًا» فى فريقه!

لقد امتعض الإخوة فى اتحاد الكرة مما أبداه الجمهور، ومن قبل المحللون الكرويون من انتقادات لمباراتى الذهاب والعودة مع أوغندا، وأعتقد أنه ليس لديهم الحق فى هذا الضيق، لسبب بسيط.. ألا وهو أن ما أبداه الجمهور من تحفظات على تشكيل الفريق وطريقة لعبه أمر طبيعى، فالمصريون يحبون (اللعبة الحلوة.. اللى بييجى منها جوان).. ولذلك تجدهم مغرمين بمتابعة مباريات منتخب البرازيل، وكذلك الدورى الإسبانى، خاصة عندما يلتقى كل من فريقى «البرسا» و «الريال».. حيث متعة مشاهدة كرة القدم.. أداء جيد.. ولعب سلس.. وتقسيم مدهش.. وفى النهاية فوز مستحق بأهداف ملعوبة!

وأعتقد أن الجمهور المصرى ليس لديه مشكلة فى ألا يفوز الفريق فى إحدى المباريات، خاصة عندما يشعر ويشاهد أنه لعب جيد، وأدى ما عليه من واجبات فى الدفاع والهجوم، وكثيرًا ما يعلل ذلك بالحظ السيئ ويخرج سعيدًا بأداء الفريق أملًا فى أن يعوض خسارته فى المباريات المقبلة.

ولكن الحزن كله عندما يرى الجمهور أن الفريق لا يؤدى بشكل جيد، وأن خطة اللعب - إذا كانت موجودة - مكتفة اللعيبة، وأن المدرب «محزم» الماتش، وأنه يدير المباراة بالعند وليس بالمرونة الكافية التى تمنح لاعبيه الكشف عن مواهبهم الفطرية وقدراتهم الذاتية وخبراتهم التى اكتسبوها من لعبهم مع الفرق الأجنبية، خاصة الأوروبية ومنهم محمد صلاح وتريزيجيه ورمضان صبحى.. وغيرهم.

وإذا كان المدرب العندى يرغب فى اللعب بالكباتن الدوليين، فماذا لو كان أحدهم مجهدًا أو ليس فى «الفورمة»؟ أى لماذا لا يستعين باللاعبين المحليين وهم كثر، وقد أثبت بعضهم كفاءة وجدية فى مباريات الدورى المصرى.

فلماذا لا يجلس الإخوة فى اتحاد الكرة مع المدرب ويناقشونه وينصحونه.. وكلهم - والحمد لله - من لاعبين قدامى ومدربين حاليين!

ولا يمكن أن أنهى هذا المقال إلا بتوجيه الشكر الواجب للجمهور المصرى المحب للكرة على حسن المظهر ورقى الأداء مع الحماسة فى التشجيع المتواصل طوال المباراة الأخيرة باستاد برج العرب.

وأرجو ألا يغضب أحد مما أبديته من ملاحظات، فلا هدف لى سوى أن نفرح، وأن يكون فرحنا حقيقيًا بعد أن نكون قد أدينا ما علينا وما يتطلبه المجال.

حفظ الله مصر.. وأسعد مواطنيها بفريقهم القومى

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز