عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
.. وسقطت دولة "الخرافة"..! (9)

.. وسقطت دولة "الخرافة"..! (9)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

 



 

اختلف الخطاب الاعلامي لتنظيم داعش تماماً عن الطريقة التقليدية للتنظيمات “الجهادية” والذي يقوم على أساس التحرك الميداني على الأرض وعلى الشبكة العنكبوتية أكثر من طروحات فكرية من قبل المشايخ التي اعتاد عليها تنظيم القاعدة في وقت سابق.

كان التنظيم يعرض مقاتليه في حالة مستريحة، وهم يمارسون حياتهم اليومية الاعتيادية مثل بقية البشر داخل بيوت فخمة وقصور بصحبة عائلاتهم، عكس ما كان عليه الجيل الأول من مقاتلي القاعدة الذين كانوا يعيشون في كهوف جبال “تورا بورا”. فرغم الوحشية التي يتمتع بها هذا التنظيم لكنه يُظهر مقاتليه في وضع مستريح وارتداء الزي الإسلامي والاهتمام بالشكل في الحالات الطبيعية، مثلما ظهر التنظيم في استقبال بيعات العشائر في سوريا والعراق، وهو يعطي وصفاً مخالفاً لوصفه الوحشي في ميادين المعارك وترديدهم الأهازيج وكأنهم في سياحة “جهادية”. وما يحصل عليه التنظيم من غنائم حرب يعرضها على شكل مكاسب لمقاتليه، منها المركبات والسيارات الفخمة، وكذلك موضوع الزواج أو ممارسة الجنس مع المعتقلات والسبايا قسراً، مثلما حدث في العراق مع الإيزيديات والمسيحيات والتي أعادت العالم الى سوق الرق والنخاسة؛ فالتنظيم كان يمنح مقاتليه امتيازات أكثر.

ومن الواضح أن هذا التنظيم ذكي جداً، وهو يحاول الاستفادة واستثمار كل ما هو متاح لترويج صورته الذهنية، التي بدأت تلبّي حاجات الكثير من “الجهاديين” الجدد الذين يرفضون العيش بشكل طبيعي في مجتمعاتهم، وهي سياسة إعلامية ذكية قائمة على الاستقطاب.

حرص تنظيم "داعش" على نشر كتيب إرشادي بين اتباعه لوضع قواعد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" و"تويتر"، مشدداً على أفراد المليشيات عدم وضع معلومات وصفية عن أنفسهم في الحسابات المستخدمة، حسب ما نشر موقع "الإندبندنت" البريطانية.

وقالت الصحيفة البريطانية إن "التنظيم حريص على إشعال البروباجندا على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي لتشجيع الآخرين على الانضمام إلى ميليشيات تنظيماته، وذلك بنشر صور تعرض أسلوب حياة مقاتلي التنظيم، وصور رؤوس أعداء التنظيم المفصولة من أجسادها، لكنه توصل إلى خطورة ذلك على المقاتلين، كما توصل التنظيم إلى أن استخدام حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي يمد أجهزة الاستخبارات الغربية بمعلومات قيمة عن مواقع الميليشيات، ويكشف عن هويات المقاتلين مما يجعلهم هدفاً لطائرات التحالف الدولي المناهض للتنظيم المتطرف.

ويشدد الكتيب الإرشادي على المقاتلين عدم استخدام التطبيقات التي تكشف عن التوقيت وموقع إرسال الرسالة، واضعا لمقاتلي التنظيم أساليب يتفادون بها تلك البيانات والتطبيقات التي تسهل من مهام الأجهزة الاستخبارية في الغرب، في حين منعت مجاهدين أخرين من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل تام.

واعتبرت مجلة "فورين بوليسي" Foreign Policy عدم قدرة الحكومة الأمريكية علي تحقيق "مكاسب حقيقية" من وسائل الاتصالات الحديثة "أمراً محرجاً". ورأت المجلة أن الصور والبيانات المؤثرة هي أكثر ما يجذب الانتباه، مشيرةً إلي أنه مثلما يعد التمرد والهجمات الإرهابية وسائل يمكن من خلالها أن يقف الضعيف في وجه القوي، فإن شبكات التواصل الاجتماعي تجعل من لا قوة له يقف أمام القوي، خاصة أن فكرة "اللا مكان" أفضل من نفاق الشخصيات العامة والسياسات الحكومية.
وذكرت المجلة أن رسائل "داعش" كانت تعزز الاعتقاد القائم حول "قسوة" التنظيم "القاتلة"، إلا أن الأمر مرتبط أيضاً باستراتيجية أوسع تعتمد علي إبعاد الولايات المتحدة عن التدخل، وذلك من خلال تذكير الأمريكان بمدى "تعقد" و"عنف" العلاقات الإقليمية والدينية في الشرق الأوسط، مما يعزز الشعور لديهم بعدم الرغبة في التدخل، وهو ما كان يجعل هذه الرسائل "مؤثرة".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز