عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التسامح الفكرى

التسامح الفكرى

بقلم : جمال علم الدين
عالمنا الذى نعيش فيه مذهل بابعاده الانسانيه الجديده  انه عالم تتضافر فيه العولمه والعالميه والامميه  تتقارب فيه الامم وتنكمش معه الحدود وتتغير فيه الاشياء على ايقاعات ضوئيه اقتضاها اتحاد الزمان والمكان فى عقدة كونيه واحده 
 
فالحدود الجغرافيه بين الدول تسقط وتغيب تدريجيا  ويذوب جليد الثقافات فى مسار التقارب والتلاحم ووفقا لهذا المشهد الكونى تضغنا هذه التحولات وتلك التغيرات الثقافيه والسياسيه والاجتماعيه فى مواجهة حقيقيه مع التعدد والتنوع فى الثقافه والقيم وانماط الحياة وهو تنوع قائم على مبدا الصيروره الخاطفه التى تدمر الصيغ التقليديه للوجود الانسانى وتؤدى الى ظهور انماط اجتماعيه جديدة قائمه على عناصر التعدد والتنوع الثقافى والاجتماعى .
 
وفى دائره هذا التحول التاريخى فان انظمة القيم وطرق الحياه وانماطها المختلفه تتقارب وتتالف وتتعايش فى دائره وحده كونيه وثقافيه . فالعالم الذى نعيش فيه عالم التنوع وبالتالى فانه يجب على الجميع مواجهة الاختلاف والتنوع حيث يشكل التعايش مع الاخر والتفاعل مع حضوره الانسانى تحديا يوميا رهانه البسامح الانسانى فى اعمق دلالاته الانسانية.
 
تقوم فكرة التسامح على انه ليس على المرء التخلى عن قناعاته او الامتناع عن اظهارها والدفاع عنها او نشرها بل تقوم غلى امتناعة من استعمال جميع وسائل العنف والقدح والذم بكلمة يقوم التسامح على تقديم افكاره دون السعى لفرضها.
وعلى المستوى الفكرى نلاحظ ان التسامح الفكرى مرتبط بنسبيته الحقيقية والقبول بتعدد المعانى واختلاف التأويلات وتكاثر القرءات للظاهرة الواحدة اوالنص الواحد وعلى النقيض من دلك فان القول بالرأى الواحد والحقيقة الوحيدة او المعنى الوحيد هو نوع من الاستبداد الفكرى الدى يتعين علينا اليوم مقاومته واستبعاده .
 
ان اشكال التعصب الوطنى بل والتعصب الرياضى الذى يبرز على السطح بين فترة واخرى تدل على انه رغم كل الجهود وبرغم كل هذا التراث الروحى والقانونى المؤسسى فان التسامح لم يتحول اليوم الى سلوك يومى ولم يصبح سلوك عام لدى كل ابشر اذ ما تزال بقايا النرجسية الفردية والجماعية طاغية ومتفشية بشكل كبير وهو ما يجعل أمر اقرار التسامح مهمه عسيرة لانها تتطلب أولا تذويب الكثير من النرجسيات والاحكام المسبقة.
 
فى الوقت الذى ينتظر فيهة التسامح ان يشكل الاطار الاخلاقى للمختلفين فى هذا العالم الذى هو احوج ما يكون الى اخلاق التعدد والعيش المشترك.
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز