لا

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

ليت الإنسان يتعلم أن يقول كلمة "لا" في الوقت الصحيح، ليته يدرك أن في هذه الكلمة البسيطة التي لا تحوي سوى حرفين فقط نجاته في وقت الخطر، فهذه الكلمة أحيانًا تنحصر فيها كل معاني الإرادة، وتبدأ بها كل معاني الأمل، وتغوص بين طياتها كل الآلام المختزنة بداخل الإنسان.

فمشكلتنا أننا لا نجيد قولها، فنحن نخشاها، لأنها دليل على النهاية وعلى القرار، وما أصعب أن يتخذ الإنسان قرار النهاية، فهو قرار صعب، ولكن عليه أن يتعلم أن يقولها عندما لا يكون أمامه من حل سواها، والذي لا يدركه الإنسان أنه عندما يتعلم أن يقولها، فهنا فقط سوف يشتد عوده، وتصلب إرادته، ويموت الخوف من قلبه، ولكن للأسف، نحن نخشى أن نقول هذه الكلمة في أغلب الأحيان ، ولكنها تكون دائمًا هي الحاسمة والنقطة الفاصلة التي تنهي الصراع بين الإنسان وذاته، وبينه وبين أقرانه، فهي القوة وقت الضعف، وهي الثروة وقت الفقر، وهي الصرخة وقت الصمت.

تعلم أن تقول لا لامتهان الكرامة ، ولا لاستغلال لحظات الضعف، ولا للقهر والظلم والاستعباد، ولا للعاطفة الخاطئة، ولا لكل ما هو خارج حدود طاقة النفس البشرية، فنحن لم نأتِ للحياة لكي نقول "نعم"، وبداخلنا صرخة عنيفة تقول بأعلى صوت "لا".